هل تجب صلاة الجمعة على المسافر؟

من المعلوم أن صلاة الجمعة مفروضة بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) الجمعة 9، فهل تجب صلاة الجمعة على المسافر؟ يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس أمانة الفتوى بالأزهر السابق ـــ رحمه الله :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد هممت أن آمر رجلا يصلى بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم "رواه مسلم ، والإجماع قائم على الوجوب . وقد عفى الله منها جماعة نص عليهم حديث رواه أبو داوود: "الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة ‘لا أربعة هم العبد المملوك والمرأة والصبى والمريض" وكما استثنى هؤلاء من وجوب صلاتها استثنى المسافر ما دام مسافرا حتى لو كان نازلا للاستراحة وقت إقامة الجمعة اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم الذى كان فى سفر فصلى الظهر والعصر جمع تقديم ولم يصل الجمعة، وكذلك فعل الخلفاء . ويستمر سقوطها عن المسافر مادام مسافرا ولم يقطع سفره بالعودة الى وطنه أو الإقامة أربعة أيام عند الشافعية والحنابلة حيث لا يشترط عندهم الاستيطان الدائم إلا للانعقاد، وأوجبها المالكية على المستوطن المقيم بنية التأبيد ، كما لا تصح إلا بذلك، فلو نزل جماعة كثيرة فى مكان نووا فيه الإقامة شهرا مثلا فلا تجب عليهم الجمعة والأحناف قالوا الاستيطان ليس شرطا للوجوب، وإنما الشرط هو الاقامة ولو من مسافر خمسة عشر يوما. ومن هنا تحدث العلماء عن حكم السفر يوم الجمعة وبينوا حكمه أن كان السفر قبل الفجر أو بعده  قال الشافعية: إن كان سفره قبل الفجر فهو مكروه وذلك لسقوط الجمعة عنه دون وجود مبرر للسفر وضربوا مثلا خروج العمال للحصاد قبل الفجر فلا تجب عليهم الجمعة إلا إذا كانوا فى مكان بسمعةن فيه الأذان من بلدهم، وإن كان سفره بعد الفجر فهو حرام إلا إذا ظن أنه يدركها فى طريقه، أو كان السفر واجبا كالحج الذى ضاق وقته. وقال المالكية :يجوز السفر قبل الفجر ويكره بعده إذا كان لا يدركها فى طريقه فإذا كان يدركها فلا كراهة. وقال الحنابلة :يكره السفر قبل الفجر إذا لم يأت بها فى طريقه ويحرم بعد الزوال إلا عند خوف الضرر كالتخلف عن الرفقة. وقال الحنابلة: لا يكره السفر قبل الزوال.

رفع شعائر صلاة الجمعة من قصر عابدين بحضور مختار جمعة | فيديو 

ويتلخص القول فى عدم وجوبها على المسافر الذى بدأ السفر قبل يوم الجمعة حتى ولو كان السفر قصيرا، أما من بدأه بعد الفجر فأوجبها بعضهم ولم يوجبها الآخر. وأرى الحرص عليها حتى لو كانت غير واجبة لعظم ثوابها.