رئيس التحرير
عصام كامل

رحلت جميلة السينما المصرية التي أسالت دموع جان بول سارتر

فيتو

رائدة من رواد صناعة السينما في مصر والعالم العربي، مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية حتى إنها اختيرت لتكون حكما دوليا في مهرجانات عدة، دخلت مجال الإنتاج السينمائي منذ صغرها وكان فيلم "أين عمري" عام 1957 أول إنتاجها ومثل مصر فى مهرجان برلين الذى رشحها لجائزة عالمية. 

 

كما أنتجت فيلم "المراهقات "وهو من أخطر الأفلام التربوية الاجتماعية عام 1960 حتى إن وزارة التربية والتعليم وقتها قررت بأن يشاهده جميع الطلبة في مصر تقديرا لقيمته الفنية والتربوية.

إنها الفنانة ماجدة الصباحي، بدأت حياتها الفنية بالصدفة بدعوة وجهتها لها زميلتها في المدرسة ابنة شقيقة محسن سابو، مهندس الصوت المجري، صاحب ومدير استديو شبرا للإنتاج السينمائي، وقدمها بدوره لمخرج شاب هو سيف الدين شوكت، وانتهت الاتفاقات بتوقيع عقد أول فيلم له ولها هو فيلم "الناصح" وهو من الأفلام الكوميدية وحقق أرباحا مذهلة.

غيرت ماجدة اسمها كما كتبت الصحفية أمل سرور في مجلة نصف الدنيا عام 1997 من عفاف على كامل الصباحي إلى ماجدة خوفا من اخيها الذي رفض اشتغالها بالفن، فجدها هو أحمد باشا الصباحي، عضو مجلس شورى القوانين في عهد الخديو اسماعيل.

وحين علمت الأسرة وقع الصدام وقامت الاسرة بإبلاغ النيابة ووجهت للمنتج والمخرج تهمة إغواء قاصر، وانتهى الأمر بالاتفاق على شروط لعملها بالفن منها منع القبلات والتحشم في الملابس وتقديم الأدوار الجادة.

التزمت ماجدة بالشروط ولم تحدث لها قبلة في السينما إلا بعد تقديم أربعين فيلما لها وكانت في فيلم "شاطئ الأسرار” مع عمر الشريف.

جاءتها الفرصة الثانية عندما أسند لها المخرج أحمد بدرخان دورا ثانيا في فيلم "ليلة غرام" فنالت عنه أول جائزة في حياتها من وزارة الشئون الاجتماعية عام 1952، ثم قدمها في دور البطولة لفيلم "إيمان" وبعده فيلم "مصطفى كامل" و"الله معنا" وكانت أول تجارب ماجدة مع الميلودراما مع المخرج حسن الإمام في "أنا بنت ناس" مع فاتن حمامة، ثم فيلم "بائعة الخبز " وبائعة الجرائد وأغنيتها الشهيرة “أخبار أهرام جمهورية "  ثم جاء تعاونها مع هنري بركات في "لحن الخلود وبنات اليوم”، ثم أنور وجدي في فيلم "دهب" و”من أجل حبي” مع كمال الشيخ .

 

 

اتجهت ماجدة إلى إنتاج الأفلام الدينية فقدمت هجرة الرسول، انتصار الإسلام، بلال مؤذن الرسول لتحتل مركز أكثر الممثلات تقديما للافلام الدينية، وفي عام 1959 قدمت فيلم "جميلة بوحريد" وحصلت فيه على جائزة عالمية عن دورها فيه وفتح أسواق عالمية أمام الفيلم المصري حتى إن الصين عرضته لأكثر من 15 سنة وهذا لم يحدث في تاريخ السينما العالمية.

سمير صبري يكشف كواليس الأيام الأخيرة للفنانة ماجدة الصباحي

وعن دور جميلة كتب عنها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في جريدة الفيجارو (هزتنى الممثلة الصغيرة الكبيرة وانتزعت منى الدموع).

في عام 1967 دخلت ماجدة مجال الإخراج في فيلم "من أحب" تمثيلا وإنتاجا وإخراجا وهو مقتبس من فكرة القصة العالمية (ذهب مع الريح) . 

الجريدة الرسمية