رئيس التحرير
عصام كامل

بشار فى قطر


كان المشهد مؤثراً، وقفنا جميعاً دقيقة حدادا على أرواح الشهداء في سوريا، ففي الحقيقة هي الوضع الأسوأ في منطقتنا العربية، بل ويمكن القول إنه غير مسبوق في وحشيته وهمجيته، كان ذلك في المؤتمر الذي عقدته الشبكة العربية لمنظمات حقوق الإنسان في العاصمة القطرية، لتطوير آليات العمل الحقوقي في الجامعة العربية.


فمن المستحيل أن يقبل أي إنسان، وخاصة نخبة حقوقية من كل أنحاء العالم هذه الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، ولكن المشكلة أن البيان الذي تمت قراءته يدين طرف واحد دون الآخر. 

بالطبع نظام بشار الأسد هو المسئول الأول عما وصلت إليه الحالة السورية، وصحيح أيضاً أنه هو الأشد والأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، ولكن الصحيح أيضاً أن الأطراف الأخرى انتهكت وقتلت وعذبت.

الأمر هنا لا علاقة له بأن تكون مع بشار الأسد أو ضده، ولا علاقة له بأنك مناصر لمعارضيه أم لا، لكن له علاقه بالجرائم أياً كان فاعلها فليس هناك جريمة حلال إذا فعلها من تؤيدهم وجريمة حرام إذا فعلها من تعارضهم فالجريمة جريمة، ولابد من إدانتها أياً كان عددها أو حجمها.

الحقيقة أن هذا جزء من التوظيف السياسي لمؤتمر حقوقي لا علاقة له بالسياسة، بالضبط مثل مانشيتات بعض الصحف القطرية في صباح اليوم التالي والتي تشيد بأن قطر تساند وتساند الثوار، وبالضبط مثلها مثل ما تفعله قناتي الجزيرة والعربية. رغم أنهما لا يتحدثان ليس عن الأوضاع داخل قطر والسعودية فقط، ولكنهما وقفتا ضد ثورة قريبة منهم في البحرين.

هذه الازدواجية مارستها النخبة السياسية المصرية، فقد تواطئت وصمتت على خطايا التنظيم السري للإخولان أثناء عهد مبارك.

ففي الحقيقة ليست هناك مفاجآت كبرى في أداء الإخوان الآن، فكل ما يفعلونه الآن كتبوه في أوراقهم منها على سبيل المثال "وثيقة فتح مصر" التي كشفها صديقي الغالي حمدي رزق وهي التمكين الذي يمارسونه الآن، ومنها ما قاله مهدي عاكف المرشد السابق "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر"، وترحيبه برئيس من ماليزيا يحكم مصر، وهو ليست لديه مشكلة في أن يعطي الإخواني البشير حلايب وشلاتين.

نتيجة هذا التواطؤ ندفع ثمنها الآن، وأتمنى ألا نكررها في سوريا، فعلينا إدانة أي قتل وانتهاك لحقوق الإنسان أياً كان الفاعل، أنا طبعاً ضد بشار وأبيه ونظام البعث وكتبت ذلك كثيراً قبل الثورة في الوقت الذي كانت فيه قطاعات من النخبة السياسية المصرية تسبح بحمد "أنظمة الممانعة" و"الصمود والتصدي"، لكنني في ذات الوقت لست على استعداد للصمت على جرائم بلطجي صغير لأنني أكره البلطجي الكبير.


الجريدة الرسمية