رئيس التحرير
عصام كامل

الفقر والزيادة السكانية والدولار.. وراء نقص الأمصال والتطعيمات بأسيوط

حمله التطعيمات_صور
حمله التطعيمات_صور ارشيفيه

تعانى قرى محافظة أسيوط من نقص الأمصال والتطعيمات، وخاصة تطعيمات التيفود والجدري، مما يهدد حياة كثير من الأطفال، وسط الزحام الشديد داخل المدارس والمعرضة لانتشار المرض بين الطلاب بسرعة كبيرة، والأهالي يشكون ضعف أداء الوحدات الصحية، التي تراجع دورها في الرعاية والتطعيم ضد مرض شلل الأطفال.


أكد دكتور رشاد فارس، أخصائى الأطفال بأسيوط، أن أمصال "التيفود" و"الجدري" من أهم الأمصال التي تعاني الأسواق من نقصها مضيفًا: للأسف عاد شلل الأطفال في الظهور من جديد، وأصبحنا نسمع عن بعض الحالات، وبشكل عام فهناك تخفيض للجرعات المقررة في الحملات التنشيطية لبعض الأوبئة وعلي رأسها "شلل الأطفال".

وأضاف فارس أن زيادة الشكوى من عدم توافر الأمصال والتطعيمات المقرر تقديمها للمدارس وعلي رأسها أمصال الالتهاب السحائي، والحمى الشوكية، وهو ما يدفعهم للذهاب للمصل واللقاح، أو الحضور للعيادات الخاصة، والتي بدورها تشتكي هذه الأيام من نقص بعض التطعيمات وخاصة بالتأمين الصحى الخاص بالمدارس، والذي ينذر بكارثة حقيقية، ولابد من علاجها وسد العجز فيها قبل فوات الأوان.

ويضيف دكتور صفوت مترى، مدير الإدارة الصحية بصدفا، أن الأمراض الوبائية انتشرت هذه الأيام بين طلاب المدارس لأسباب متعددة، خلال نقص الأمصال والتطعيمات، أهمها انخفاض الوعي بأهمية التطعيم لدى بعض الأسر الفقيرة، كذلك عدم تناسب الجرعات المقررة والمحددة، مع تفاقم مشكلة الزيادة السكانية من جديد، والتي انعكست على جودة الخدمة فأعداد المراكز والوحدات الصحية لم تعد قادرة على تقديم خدمات متكاملة لكل السكان، لتزايد عددهم بشكل كبير بعدما فشلت برامج وخطط تنظيم الأسرة وزادت معدلات الفقر التي أدت لزيادة معدل الإنجاب لدى الأسر الفقيرة وغير المتعلمة، من أجل استخدام الأطفال في السعي على الرزق ومساعدتهم في توفير لقمة العيش، مؤكدًا أن تلك المشاكل جميعها تتمركز في محافظات الصعيد ومنها أسيوط.

وفى السياق ذاته، يقول أحمد محمود إسماعيل، مشرف طبي بإحدى الشركات المستوردة للأمصال والتطعيمات والمختصة بمصل الجدري: إن هناك نقصا في الأمصال والتطعيمات منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، وخاصة أمصال الجدري والإنفلونزا والدرن، وأرجع ذلك إلى مشاكل تتعلق بعملية الاستيراد، إضافة إلى كثرة ما شهدته وزارة الصحة من تغييرات في قياداتها ومسئوليها مما جعلهم يتحفظون لدرجة الخوف من التوقيع على أي شحنة مطلوب استيرادها ما يعطل من مطالبات الاستيراد ومن خلالها للبلاد في المواعيد المناسبة للتطعيمات.

وأضاف أن هناك أيضا ما يحدث بسوق الدولار وتأثيره أحيانا فيما يتم استيراده، فالدولار مهم وضرورة لاستكمال أي عملية استيرادية وبالتالي أي أزمة يمر بها الدولار في مصر تنعكس سلبا على عملية الاستيراد.
الجريدة الرسمية