رئيس التحرير
عصام كامل

"البرد القارس".. فرصة ذهبية!

شكوى مستمرة.. وكوميكسات جديدة ومتنوعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن الحالة.. تسيطر على جموع الشعب المصري تقريبا خلال هذه الفترة بسبب موجة "البرد القارس" التي تضرب البلاد من شرقها الى غربها وشمالها وجنوبها.. حيث وصل الأمر الى أن من كانوا يعانون من الحر الشديد في فصل الصيف أخذوا يقولون: "إحنا آسفين يا صيف".

 

ولذلك أعتقد أن مثل هذا الوضع المناخي يعتبر بمثابة فرصة ثمينة لكل من يريد "التصدق".. فعندما نجد الأغنياء الذين يملكون كل المقومات التي تجعلهم يتغلبون أو يخففون من تأثير هذا البرد القارس يشتكون.. فما بالنا بالأسر المتعففة التي لا تملك سوى قوت يومها ولا يجدون كساء يحمي أجسادهم ولا فراشا يقيهم من هذا الصقيع ولا يملكون وسائل للتدفئة.. فما أجمل أن ينتبه القادرون لهذه الحالة ويعتبرونها فرصة ثمينة لشراء لوازم التدفئة أو بطانيات لتوزيعها على المحتاجين من الجيران أو الأقارب أو من يسكنون في أحياء متعففة..

 

اقرأ أيضا: الدكتورة هالة زايد و"التعليم في الصحة"

 

وإذا لم تكن قادرا فهناك أيضا بديل يتمثل في الذهاب إلى خزائن ملابسك وابحث عن ملابس الشتاء التي أنت وأسرتك لا تحتاجون إليها وقم بمنحها الى كل محتاج في هذه الفترة لكي يكون الثواب أكبر وأعظم.

 

للفقراء والمحتاجين علينا حق وهو ما يظهر في مثل هذه الظروف الصعبة المتعلقة بالمناخ وعلينا أن نتذكر قول الرسول الكريم: "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.. ونتذكر أيضا قول الله تعالى: "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ”.

 

اقرأ أيضا: الدكتور أشرف صبحي لا يحتاج لـ "التبريكات" فقط!

 

والشيء بالشيء يذكر.. أعلن بأنني من أكثر السعداء بكل ما قامت به الحكومة المصرية بخصوص حملة القضاء على العشوائيات في جميع أنحاء الجمهورية .. فكم كان هذا الموضوع مثيراً للقلق طوال السنوات الماضية لدرجة أن الكثيرين كانوا يعتقدون بأنه بلا حل ولكن والحمد لله ما تم في هذا الملف يدعو للفخر بكل ما تحمل الكلمة من معنى..

 

وربما يكون – من وجهة نظري– أحد أهم الإنجازات الملموسة على أرض الواقع خلال الفترة الأخيرة.. ومن لم يعترف بذلك فهو لا يعرف كيف كانت تعيش هذه الأسر داخل المناطق العشوائية وما معنى أن تنتقل الى شقة مؤسسة في مكان آدمي يحميك من كل المخاطر.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية...

الجريدة الرسمية