رئيس التحرير
عصام كامل

البرد والشتاء فى حياة الصحفيين والأدباء

نزار قباني
نزار قباني

تختلف أمزجة الناس وخاصة الكتاب والأدباء حسب درجات الحرارة فهناك من يفضل الربيع بأزهاره ونسيمه العليل، وهناك من يفضل الصيف براحته وأسفاره إلى المصايف وهناك من يفضل الخريف باعتدال جوه أما الشتاء فقد ثبت أن هناك اختلافا بين المبدعين والأدباء له فهناك من يكرهه ويعتبره فصل الموت والكآبة، وقد نشرت مجلة "الجديد" عام 1973 استطلاعا بين الكتاب حول تأثير الشتاء والبرد على أمزجتهم.

فمثلما عبر الشاعر الفنان صلاح جاهين عن الربيع فقد عبر عن الشتاء أيضا فكتب يقول:

دخل الشتا وقفل البيبان على البيوت.. وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت وحاجات كتير بتموت فى ليل الشتا .. لكن حاجات اكثر بترفض تموت  الدنيا من غير ربيع ميتة ..ورقة شجر ضعفانة مفتفتة لأ ياجدع تأمل وشوف .. زهر الشتا طالع فى عز الشتا ..عجبى.

 

الأديب الشاعر صلاح عبد الصبور كان يكره الشتاء لأنه يشعره بالوحدة ويخاف منه فكتب يقول:

ينبئنى شتاء هذا العام أننى أموت وحدى.. ينبئنى شتاء هذا العام أن داخلى مرتجف بردا وأن قلبى ميت مثل الخريف.. قد ذوى حين ذوت اول اوراق الشجر ثم هوى حين هوت اول قطرة مطر.. وان كل ليلة باردة تزيده بعدا فى باطن الحجر.

 

 وقال الكاتب الصحفى فكرى أباظة:

الحب مفقود بينى وبين الشتاء، ويتفق معى الكثيرين فى ذلك، الشتاء مغرم بالأذى ليس فيه سوى ثقل الثياب ودسم الطعام وغلق الابواب والشبابيك والقرفصة على السراير، وانا دائما احسب له الف حساب بالفانلات الصوف والروب والبالطو والبريه والدفاية وربنا يعينا عليه.

 

الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى قال:

الطبيعة دائما هى مصدر الجمال حيث يقل وقت النهار ويزداد وقت الليل، الى جانب الوجود المطلق فى الليل بعيدا عن سهر الصيف وضجيجه مما يسبب راحة النفس اضافة الى الجو الأسرى الرائع داخل البيوت المغلقة حيث إن الشعور بالدفء يعطى الإحساس بالأمان والإقبال على الحياة انتظارا لاستقبال يوم جديد فى الصباح فيقل الاكتئاب.

 

الأديب نجيب محفوظ قال:

أحب الشتاء وأشعر بنشاط فيه، وأفضل المشى الكثير فى الشتاء بعيد عن حرارة الشمس الحارقة والرطوبة العالية فى الصيف، فبمجرد خروجى من منزلى ابدأ المشى أشعر بالدفء فى كل اوصالى حتى وصولى الى المقهى الذى أجلس عليه، وتدب الحركة والنشاط فى كيانى مع قدوم الخريف وتستمر حتى نهاية الشتاء بعدها يجئ الربيع والصيف بمتاعبهما الكثيرة.

 

 الأديب توفيق الحكيم قال: ليس أقسى من الفراق مع الشتاء.

اقرأ أيضا: 

يوسف إدريس يكتب: معركة ضد البرد

وتحت عنوان (لا وسيلة للتدفئة سوى أن أحبك) قال الشاعر نزار قبانى:

أنا أريد أن أكون فى عشقى شتائيا وانقلابيا وعاصفا لا يقلقنى الثلج ولا يزعجنى حصار الصقيع  فأنا أقاومه حينا بالشعر وحينا بالحب  فليس عندى وسيلة اخرى للتدفئة سوى أن أحبك.

الجريدة الرسمية