رئيس التحرير
عصام كامل

"ونَّبي بلاش فيلم إخواني عن الثورة"


الطلب موجه لوزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز. فقد أعلن أنه ينوي توثيق الثورة سينمائيًا. ولذلك التقى وفدًا من حزب الحرية والعدالة التابع للتنظيم السري لجماعة الإخوان. أي أن التوثيق إذا حدث سيكون إخوانيًا صرفًا. وسيكون بطله بالطبع وبطل الثورة هو قيادات التنظيم السري للإخوان مثل البلتاجي ومحمد بديع ومرسي وغيرهم. وطبعًا سيزوّرون التاريخ، وسيؤكدون أنهم هم الذين خططوا للثورة وقاموا بها.. إلخ.


الوزير "معكوك لشوشته" في كوارث الوزارة، وقياداتها التي ترفضه، ليس فقط لأنه من وجهة نظرهم ليس له قيمة علمية أو ثقافية، ولكن لأنه أيضًا تحوم حوله شبهات أخلاقية انفردت بها بوابة "فيتو" ولم يرد عليها أو يقدم بلاغًا ضدها حتى الآن. كما أنه "بيطيح" بمن في الوزارة مثل الأوبرا وهيئة الكتاب وغيرها وغيرها. بالطبع حتى تكون هذه القيادات على هواه وإخوانية الهوى، ويتم تحجيب الوزارة وربما ترتدي النقاب.

لذلك أنصح الوزير "بأن شعبطته بالثورة" لتوثيقها لن يفيده هو شخصيًا، بمعنى أنه لن يغسل سمعته، ولن يمنحه أي شرعية خارج مكتب الإرشاد. لكن سيفيده الفيلم الذي سيمجد فيه الإخوان من أموال دافعي الضرائب وليس من ماله الخاص أو من مال خيرت الشاطر. فربما ينقذه من العواصف التي يمكن أن تقتلعه من كرسيه.

لكن للإنصاف فالوزير ليس هو أول من يفعل ذلك، أي يمسح بـ"الأستيكة" ما سبقه، ويقدم فروض الولاء والطاعة لمن أتى به. فقد حدث ذلك في عهد عبدالناصر، الذي محى من الوجود أن أول رئيس لمصر كان اللواء محمد نجيب. وقبل 1952 كان يوجد ملوك من أسرة محمد على آخرهم فاروق. كان لهم إنجازات وإخفاقات. لكن تمت محاولة محوهم بالكامل، ليس فقط من الكتب المدرسية ولكن حتى من الأفلام التي كان يظهر فيها صور للملك فاروق. وهو ما فعله من بعده الرئيس السادات، فقد قاتل لمحو عبد الناصر من الوجود.

لكن لا أظن أن مئات الأفلام يمكنها أن تجمِّل وجه التنظيم السري للإخوان، ولا يمكنها غسيل سمعته التي وصلت للحضيض، فكوارثهم تخرق العين. وثانيًا أن الزمن الذي كانت تحتكر فيه السلطة الحاكمة مصادر المعلومات والتاريخ وتحتكر تزويرهما قد انتهى إلى الأبد. فمهما فعلوا، فالفيديوهات والمعلومات منتشرة في كل وسائل الاتصال ينتجها مواطنون لا سلطان لأحد عليهم.

هل يعي الوزير ذلك؟

بالطبع لا، فهو مثل من أتوا به سيذهبون جميعًا إلى مصيرهم المحتوم .

الجريدة الرسمية