رئيس التحرير
عصام كامل

بول ويلان .. دماغ بشري تحتجزه روسيا لتفريغ ذاكرة رقمية

بول ويلان .. دماغ
بول ويلان .. دماغ بشري تحتجزه روسيا لتفريغ ذاكرة رقمية

قضت محكمة روسية، اليوم الثلاثاء، بتمديد اعتقال أمريكي، رهن الاحتجاز منذ سنة بتهمة التجسس بدون محاكمة حتى الآن.

 

وكانت السلطات الروسية، قد أعلنت فى ديسمبر الماضي توقيف "بول ويلان" الذي يحمل الجنسيات الإيرلندية والكندية والبريطانية كذلك، بعد اتهامه بالحصول على معلومات مصنفة على أنها أسرار الدولة، وقد يتم سجنه لفترة تصل إلى 20 عامًا في حال إدانته.

 

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ندد ويلان (49 عامًا) بالقضية المرفوعة ضده، مشيراً إلى أنه يعتقد أنه محتجز كرهينة بانتظار تبادل محتمل للسجناء.

 

وزار نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في روسيا، بارت جورمان ودبلوماسيون من كندا وإيرلندا وبريطانيا، الجاسوس "ويلان" في سجن ليفورتوفو الخاضع لإجراءات أمنية مشددة، حيث حملوا له الطعام ومعايدات بمناسبة عيد الميلاد من أفراد عائلته ومؤيديه.

 

ونقلت السفارة الأمريكية لدي موسكو، عن جورمان قوله: بقي يومان لعيد الميلاد، العطلة التي سيقضيها بول ويلان وحده في ليفورتوفو.

 

وأضاف "لم يسمع بول صوت أهله منذ 12 عامًا. امنحوا بول شيئًا من السعادة بمناسبة عيد الميلاد ودعوه يتصل بأهله".

 

ويصر ويلان، العنصر السابق في مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، على أنه تم تلفيق التهمة له وأنه أخذ وحدة تخزين بيانات رقمية من إحدى معارفه معتقداً أنها احتوت على صور عطلات.

 

وقال محاميه فلاديمير زيريبنكوف في سبتمبر إن الشاهد الوحيد ضده هي التي أعطته وحدة التخزين بينما باقي الأشخاص الذين يعرفهم منذ مدة طويلة في روسيا قدموا شهادات دافعوا فيها عنه.

 

وأصر ويلان خلال جلسة سابقة في إطار محاكمته على أنه ليس جاسوسًا، ويشير ويلان وأنصاره إلى أنه تعرض لمعاملة سيئة في السجن.

 

ونفت موسكو هذه الادعاءات مشددة على أن الدبلوماسيين الأجانب يزورون ويلان بشكل متكرر واصفة الشكاوى بأنها "نهج مستفز للدفاع" عنه.

 

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، أن شكاوى الجاسوس الأمريكى بشأن ظروف اعتقاله وسلوكيات المحققين لم يتم تأكيدها إطلاقًا.

 

يحمل ويلان جنسية ثلاث دول وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وجمهورية أيرلندا، وولد في كندا لأبوين بريطانيين انتقلا إلى الولايات المتحدة في طفولته.

 

ويظهر سجله العسكري أنه انضم إلى مشاة البحرية عام 1994 بعد ست سنوات من بدء عمله كضابط شرطة في ميتشجان، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي".

 

وعمل مديرا لتكنولوجيا المعلومات بشركة "كيلي سيرفيسز" في أوائل الألفية وقد تم نشره ضمن قوات مشاة البحرية لاحقا في العراق في عامي 2004 ثم 2006.

وخلال عمله في مشاة البحرية قام بأول رحلة إلى روسيا وهي الرحلة التي نشر تفاصيلها بموقعه الذي أغلق لاحق، وكان قد كتب أنه قضى وقتا ممتعا وهو يستكشف موسكو وسان بطرسبرج.

 

وقد سرح من مشاة البحرية عام 2008 لسوء السلوك، وتقول وثائق البنتاجون إن التسريح ارتبط باتهام بالسرقة، حيث اتهم باستخدام أرقام بطاقة الضمان الاجتماعي لشخص آخر في كتابة شيكات بدون رصيد.

 

واستمر ويلان في عمله بشركة كيلي سيرفيسز حيث رقي إلى منصب رفيع عام 2010، وتضمنت مهامه في الشركة مسؤولية الأمن وإجراء التحقيقات وإبرام بعض الصفقات.

وترك الشركة عام 2016 ليصبح مديرا للأمن بشركة بورجوارنر لقطع غيار السيارات، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.

 

وتضمن دوره الإشراف على الأمن بمنشآت الشركة في ميتشغان وحول العالم. وقالت الشركة إنه لا يوجد لها منشآت في روسيا.

 

ومنذ زيارته الأولى لروسيا عام 2006 قام ويلان بعدة زيارات لاحقة، كما يتردد أن له حساب على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VKontakte المماثل لـ"فيس بوك".

 

وطلب منه حضور حفل زفاف زميل سابق بمشاة البحرية وأقيم في موسكو في 28 ديسمبر الماضي بسبب معرفته الجيدة بروسيا،، وذلك بحسب ما ذكره شقيقه.

 

وقال:"بول رجل كريم جدا وصديق مخلص ومن هذا المنطلق طلب منه صديق الذهاب إلى روسيا لمساعدته في حفل زفافه، ونظرا لخبرته ومعرفته بروسيا شعر أن بوسعه مساعدة مجموعة من الأمريكيين الذين لا يعرفون موسكو."

 

ومن ناحية أخرى، تقول وكالة اف اس بيالأمنية الروسية إنه ضبط متلبسا بالتجسس في موسكو ووجه له الاتهام بذلك.

 

كما إن هناك أنباء متواترة بشأن ضبطه وهو يتلقى ذاكرة رقمية تحوي قائمة بأسماء مسؤولين استخباراتيين روس.

وهناك تكهنات أخرى بأن دوافع القبض على ويلان ربما تكون مبادلته بالجاسوسة الروسية التي اعتقلت في أمريكا نهاية العام قبل الماضى ماريا بوتينا.  

الجريدة الرسمية