رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر فى 2019.. توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.. «الطيب» يستكمل رحلته العلاجية .. والإعلان عن مشروع قانون الأحوال الشخصية

الأزهر فى 2019
الأزهر فى 2019

كان  عام 2019 مليئًا بالأحداث والفعاليات داخل أروقة الأزهر الشريف وقطاعاته المختلفة، وواصلت المشيخة جهودها نحو ملف تجديد الخطاب الديني، بالإضافة إلي توقيع شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان على وثيقة «الأخوة الإنسانية» بجانب سفر الإمام الأكبر مرتين لاستكمال رحلته العلاجية، كما مثل إعلان المشيخة عن الانتهاء من بنود مشروع قانون الأحوال الشخصية أحد أبرز الأحداث التي أثارت حالة من الاهتمام داخل المجتمع المصري.

«فيتو» بدورها ترصد خلال السطور التالية أبرز الأحداث التى شهدتها المشيخة خلال العام الحالى بالإضافة إلى رؤية الأزهر فى العام القادم.

 

 

 وثيقة الأخوة الإنسانية

كان توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" في شهر فبراير الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب  والبابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية، وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب، إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته.   وشهد حفل التوقيع، بالإضافة إلى الرمزين الدينيين الكبيرين، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، وعدد من قادة الرأى والفكر ورجال من حول العالم.   وتعد وثيقة «الأخوة الإنسانية» نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أتباع الأديان، والمكانة والدور الذي ينبغي للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.   وفي شهر أغسطس الماضى وضامانًا لتحقيق أهداف الوثيقة تم الإعلان عن لجنة عليا بهدف العمل على تحقيق بنود الوثيقة ومتابعة البرامج والمبادرات المعلنة من الجانبين، وتتولى اللجنة مهام وضع إطار عمل للمرحلة المقبلة لضمان تحقيق أهداف الإعلان العالمي  للأخوة الإنسانية، والعمل على إعداد الخطط والبرامج والمبادرات اللازمة لتفعيل بنود الوثيقة ، ومتابعة تنفيذها على كافة المستويات الإقليمية والدولية.

وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية لرعاية ودعم ونشر الفكرة التي ولدت من أجلها هذه الوثيقة التاريخية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وكذلك حث السلطات التشريعية على الاهتمام ببنود الوثيقة في التشريعات الوطنية من أجل أن تترسخ لدى الأجيال القادمة قيم الاحترام المتبادل والتعايش.  

 

 

رحلة علاج الطيب

كما مثّل سفر شيخ الأزهر للخارج مرتين هذا العام لاستكمال رحلته العلاجية، أحد أبرز الأحداث التي سيطرت على المتابعين للشأن الديني والشعب المصري بشكل عام، نظرًا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها شيخ الأزهر فى الشارع المصري.

وفي الثاني من شهر يوليه الماضي غادر شيخ الأزهر إلى ألمانيا لاستكمال رحلته العلاجية وإجراء بعض الفحوصات الطبية بناءًا على نصيحة الطقم الطبي المعالج له، ليعود بعدها يوم العشرين من الشهر ذاته، أجراء خلال تلك الرحلة بعض الفحوصات الطبية على الظهر وإجراء عملية جراحية على العين.   وفي شهر سبتمبر الماضى كانت الرحلة العلاجية لشيخ الأزهر، وهذه المرة كانت الواجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث أجرى الإمام الأكبر عملية جراحية ناجحة في العين في أحدى المستشفيات بفرنسا، قبل أن يعود في الخامس والعشرين من الشهر ذاته إلى أرض الوطن، وكان فيه استقباله حينها عدد كبير من قيادات المشيخة من قطاعاتها المختلفة.

وحازت أخبار الرحلة العلاجية لشيخ الأزهر على اهتمام قطاع كبير من المجتمع المصري سواء المنتمين للأزهر منه أو المهتمين بالشأن الدينيى، وهو ماانعكس على صفحات المواقع التواصل الإجتماعي والتي شهدت حالة من الزخم والدعاء المتواصل لفضيلة الإمام الأكبر فور الإعلان عن خبر وصوله إلي أرض الوطن مرة أخرى.  

 

 

قانون الأحوال الشخصية

وفي الخامس والعشرين من شهر أكتوبر تم الكشف عن النص الكامل من مقترح قانون الأحوال الشخصية الذي أعده، وتم إرساله إلى امانة مجلس الوزراء والتى بدورها إحالته إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره، وأشار الأزهر إلى أنه عمل على صياغة مشروع متكامل لقانون الأحوال الشخصية، حيث عكفت هيئة كبار العلماء على إعداده ومراجعته مراجعة دقيقة لأكثر من عام، واستعانت فيه بذوي الاختصاص والمهتمين بقضايا المرأة والطفل والأسرة، كما استفادت من مشاريع القوانين والمقترحات المرسلة إلى الأزهر.

 وكان شيخ الأزهر، أصدر قرارًا في 18 أكتوبر 2017 بتشكيل "لجنة لإعداد مقترح مشروع قانون لتعديل بعض أحكام القوانين المصرية المتعلقة بالأحوال الشخصية؛ لضمان توسيع نطاق الحفاظ على حقوق الأسرة المصرية"، وعقدت اللجنة التي ضمت قامات فقهية وقانونية رفيعة أكثر من 30 اجتماعًا انتهت خلالها من صياغة مشروع القانون، وإحالته إلى هيئة كبار العلماء، أعلى مرجعية شرعية بالأزهر الشريف.

ولكن إعلان الأزهر عن مقترح قانون الأحوال الشخصية لم يمر مرور الكرام على المجتمع المصري والمهتمين بالأحوال الشخصية، حيث كانت هناك حالة من الجدل الواسع كانت ساحتها تحت قبة البرلمان وعلى القنوات الفضائية، وتعددت أسباب الهجوم على الأزهر بعد إعلانه مشروع القانون، فأعضاء البرلمان ينكرون على الأزهر فكرة إرساله مقترح للقانون ويرون أنه نحى القوانين التى أرسلت له من قبل بعض النواب لإبداء الرأي الشرعي بها وبادر من تلقاء نفسه بإعداد قانون جديد، في المقابل أكدت بعض القيادات النسائية والمهتمين بقوانين الأحوال المدنية أن القوانين ظلم المرأة في أمور عدة ولم يراعي عملية التوافق في المصالح بين أفراد الأسرة، البعض الآخر رأي أن الأزهر ادخل نفسه في دائرة قد تتسبب له في بعض المشاكل وأنه كان من الأفضل له أن ينئ بنفسه عن الدخول في صراع مع الأطراف التي لها علاقة بالقانون.

 

وهو الأمر الذي جعل شيخ الأزهر يخرج بتصريحات في جريدة "صوت الأزهر" ليشرح الفلسفة التي قام عليها مشروع القانون ويرد على اًلأصوات التى هاجمت المشيخة فور إعلانها بنود المشروع، حيث أكد أن الأزهر باشر في إعداد مشروع قانون الأسرة أحوال شخصية انطلاقًا من واجبه الشرعي، وحقه الذي يخصه وحده في هذا الأمر، مشيرًا إلي أن أن اتهام الأزهر باتخاذ موقف متحيز مع المرأة ضد الرجل، هو شهادة على أن الأزهر يقف إلى جانب الضعيف، انطلاقًا من أن موضوع الأسرة محوري في الإسلام، وأساسه هو المرأة بمعنى الزوجة والأم.  

 

 

الأزهر في 2020

وبحسب مراقبين فإنه من المتوقع أن يستمر الأزهر خلال العام القادم في جهوده نحو تجديد الخطاب الدينى والتصدى للأفكار المتطرفة من خلال مؤسساته والقطاعات التابعة له، حيث تعكف المشيخة حاليا على إعداد خريطة ثقافية كاملة لتجديد الخطاب الديني، وذلك حسبما أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال حضورة احتفالية المولد النبوي التى نظمتها وزارة الأوقاف وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

مؤتمر تجديد الفكر وفي هذا الإطار كشف الأزهر الشريف عن تلقيه إخطارًا من رئاسة الجمهورية، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضوره لمؤتمر الأزهر العالمي، لتجديد الفكر الديني، المقرر عقده في يناير المقبل، بعنوان «مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية»، حيث عقد الأزهر مجموعة من ورش العمل ضمَّت ممثلين عن مختلف المؤسسات، كما سيواصل حواره مع مختلف فئات المجتمع حول تحديات تجديد الفكر الديني، وسوف يشارك بالمؤتمر علماء متخصصون من أنحاء العالم الإسلامي.   كما هناك عدد من المشاريع التي يجري العمل عليها والتى ينتظرها المنتمين للأزهر الشريف، والمجتمع المصري بشكل عام ومنها قناة الأزهر الفضائية والتى كثر الحديث عنها خلال الفترات الماضية ومن المقرر أن ترى النور قريبًا، وكذلك افتتاح مشروع مكتبة الأزهر والذي تم الانتهاء منه وأصبحت جاهزة ومن المقرر أن يتم افتتاحها قريبا.   وعلى الصعيد الإداري ينتظر شيخ الأزهر من الجهات المختصة أن تعلن عن أسم وكيل الأزهر الشريف، وذلك بعدما أرسلت المشيخة قائمة بالأسماء التى ترغب فى توليها المنصب، وذلك بعد عدم التجديد للدكتور عباس شومان الوكيل السابق، وتولى الشيخ صالح عباس منصب قائم بأعمال وكيل الأزهر الشريف، منذ شهر سبتمبر من العام 2018.

الجريدة الرسمية