رئيس التحرير
عصام كامل

برويز مشرف.. جنرال عزف ألحان حبه للسلطة وانتهى إيقاعها بالإعدام

برويز مشرف الرئيس
برويز مشرف الرئيس الباكستاني السابق

"غواية السلطة قاتلة".. جملة شهيرة مذاقها لايفارق كرسي الحكم الذي يعد مريحًا لمن أعتادوا يومًا الجلوس عليه دون معرفة عواقبة البشعة، لكن بعبارة أخرى لا أحد تقريبا يغادر السلطة وكرسي الحكم إلا بتطبيق المثل السابق، الرئيس الباكستاني السابق برويزمشرف الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى خير مثال على ذلك.

 وكانت محكمة باكستانية، أصدرت صباح اليوم الثلاثاء، حكما بالإعدام على الرئيس السابق، برويز مشرف، بتهمة الخيانة العظم، كما أنه تم  تشكيل محاكمة باكستانية خاصة لمحاكمة الرئيس السابق وقائد الجيش المتقاعد بتهمة الخيانة العظمى.

 

الحكم بالإعدام على الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بتهمة الخيانة العظمى

 

 وفيما يلي أبرز المعلومات حول الرئيس الباكستاني السابق:

حياته ونشأته 

ولد برويز مشرف عام 1943 لعائلة باكستانية سنية عريقة كانت تقطن الهند البريطانية، و كان والده موظفًا كبيرًا في الإدارة المدنية، ومع حصول الهند على الاستقلال، وانفصال باكستان، انتقلت العائلة عام 1947 إلى  باكستان، ومن ثم تولى والده عدة مناصب في الحكومة منها العمل في  وزارة الخارجية في للدولة الوليدة.

وبسبب مناصب والده المتعددة في الحكومة سافر  برويز مع الأسرة إلى تركيا، وهناك تعلم اللغة التركية، قبل أن يعود عام 1956 إلى باكستان للالتحاق بالجامعة، حيث برع في دراسة الرياضيات، وأبدى اهتمامًا خاصًا بالعلوم الاقتصادية.

 تعليمه 

 وفي عام 1961 خطا مشرف أولى خطواته  بدخوله «الأكاديمية العسكرية الباكستانية»، ليتخرج فيها عام 1964 حاصلاً على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية.

تدرج  برويز مشرف في صفوف الجيش، وشارك في حربين ضد الهند خلال مسيرته العسكرية التي دامت 35 عامًا: الأولى عام 1965 وهي التي عرفت بـ«حرب كشمير الثانية»، والثانية عام 1971 حيث كان قائدًا في قوات النخبة العسكرية، وتلقى عن دوره في حرب عام 1965 «وسام البسالة»، حيث عرف عنه استبساله وصموده رغم قصف نيران الهنود، ونظرًا لخبرته الواسعة، اختاره الجنرال ضياء الحق رئيس البلاد آنذاك كآمر لكتيبة قوات خاصة حديثة الإنشاء على حدود البلاد مع الهند.

كما برع مشرف في المجال الأكاديمي، حيث درس العلوم السياسية، وحاضر في كل من العلوم السياسية وعلوم الحرب في «جامعة الدفاع الوطني» في إسلام أباد، كما سافر في بداية التسعينيات للدراسة في"الكلية الملكية لدراسات الدفاع".

تعديلات دستورية 

وفي ديسمبر 2002، وافق البرلمان الباكستاني على تعديلات دستورية تعطي مشرف صلاحيات واسعة تشمل سلطة إقالة الحكومة المنتخبة، و جاء ذلك في إطار اتفاق لمشرف مع أحزاب المعارضة الإسلامية يقضي بتخليه عن رئاسة الجيش في العام 2004، وهو الاتفاق الذي لم يلتزم به مشرف، لكن سرعان  ما بدأت العراقيل تظهر أمام رئاسة مشرف، وازداد ذلك بعد أن اصبح  أول رئيس باكستاني يصافح مسؤولًا إسرائيليًّا، حيث صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في سبتمبر  2005 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واجه برويزمشرف فيما بعد في الداخل الباكستاني اتهامات قانونية عدة، حيث وجهت له تهم تعطيل الدستور، والخيانة العظمى كما أصدرت محكمة مكافحة الإرهاب مذكرة اعتقال بحقه في تهم متعلقة باغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بنظير بوتو، لكن أحلام العودة إلى الزعامة ظلت تداعب خيال مشرف، حيث ظلت الشائعات تدور حول نيته العودة إلى بلاده للترشح في انتخابات 2013، وبالفعل لم يبال مشرف بالاتهامات القانونية وعاد إلى باكستان في مارس 2013، لكن طموحات مشرف قد ووجهت بمقاومة شرسة حيث صدر حكم قضائي يقضي بعدم أهليته لخوض الانتخابات، قبل أن يتم اعتقاله ويوضع تحت الإقامة الجبرية في منزله، ثم جرى لاحقًا إطلاق سراحه والسماح له بمغادرة البلاد حيث توجه إلى دبي.

الجريدة الرسمية