رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المحارب "سمير فرج".. بطل من هذا الزمان!


هل حقا ألقى المحارب الجنرال "سمير فرج" سلاحه، وعاد إلى استراحة الفرسان ينعم بحال من الاسترخاء، يدخن الغليون ويرسل النظرات فيما كان وفيما سيكون؟ هل يملك المقاتل أساسا رفاهية أو قابلية ترك السلاح ومغادرة ميدان المعركة، حتى لو وضعت الحرب أوزارها؟


المقاتلون الحقيقيون عادة يهللون لحلول السلام، لكن قتالهم يستمر على جبهات أخرى، لخدمة الأهداف والمصالح العليا للوطن.

من هؤلاء بالقطع وبالطبع، المقاتل الجنرال "سمير فرج".. الذي رسم لنا بالكلمات، ودوى النار والرصاص والنوتة الموسيقية صورة لجندى مصر خرج من بيت مصرى، يملؤه الطموح.

طموح القتال من أجل مصر، ضابطا متفوقا، يحتل دوما المركز الأول. نعم لم يرض قط في كل مراحل ترقيه وامتحاناته ومناصبه بغير المركز الأول. تلك نتيجة غريزية طبيعية في أي مقاتل. إنه الأول. ولقد كان دوما الأول حتى في كمبرلي البريطانية، درس وتفوق وعين فيها مدرسا يعلم الإنجليز!

خاض بنا من جديد حرب اليمن وعشنا معه الألم العظيم وجنوده يتعرضون للغدر والموت.. وخضنا معه أسرارا جديدة من حرب الهزيمة النكراء ليس لغياب القدرة العسكرية بل لسوء التخطيط السياسي وقرارات الانسحاب العشوائية.. رأيناه والجنود منسحبين ممزقين نفسيا وبدنيا.. وتوشك القاهرة أن تطأها دبابات العدو!

عشنا معه معارك رد الاعتبار في ايلات وفى رأس العش، وأعطى الفريق أول "محمد فوزي" حقه ورد اعتباره، لأنه كان من أعاد بناء الجيش الذي تناثرت قواته، وصارت أهدافا سهلة للطيران الإسرائيلى. دخلنا حرب يونيو ولنا في اليمن ٢٠٠ ألف جندي. تعطلت العسكرية المصرية عن استيعاب أي جديد خلال حروبها مع قبائل الغدر والغش والرشوة من أنصار الإمام "البدر".

الفريق "فوزى" بنى الجيش المصرى من أول وجديد، بالصرامة والانضباط والعلم والقوة.. ووضعت الخطط، ومنها خطة الحرب الرئيسية جرانيت، وحارب "سمير فرج" معارك اليمن ويونيو والاستنزاف.. وفى كل ما رسمه رسما ثلاثي الأبعاد من أحداث، فإن صورة التجهيز لحرب أكتوبر، حرب العزة والرجولة..

كانت مجسمة حية ساخنة، تبعث في النفس القشعريرة من شدة التأثر بأن مصر فيها رجال عظماء، على أعلى مستوى عسكري من الذكاء الإستراتيجي والتكتيكي، ومن أجمل ما رواه كانت حكايات العقيد "صلاح فهمى" الذي طلب منه بطل الحرب والسلام الشهيد "أنور السادات" أن يعد تقريرا عن الوقت الأنسب لبدء الحرب وعبور القناة.

تفاصيل تأخذ بالألباب، يحكيها الجنرال "سمير فرج".. كيف درس البطل المصرى "صلاح فهمى" حركة المد والجزر، والتيارات المائية والهوائية في قناة السويس، وفروق التوقيت وحساب ساعات النهار والليل، في الصيف وفي الشتاء، وحدد توقيتات الأعياد والمناسبات في إسرائيل..

ونجح بالفعل في تحديد ساعة الصفر، وكان "السادات" يضغط لتسليمها له كاملة حين يلتقى الرئيس السورى "حافظ الأسد" للتنسيق بين قادة العمليات في البلدين الشقيقين لبدء الهجوم متزامنين على قوات الاحتلال الإسرائيلية في سيناء، وفى الجولان.

في بيته جلس العقيد "صلاح فهمى" يكتب التقرير الإستراتيجي المطلوب.. لم يجد ورقا أبيض.. فسحب كراسة ابنته "حنان".. كراسة المدرسة، وقلبها وراح يكتب من الناحية الأخرى في الصفحات الخالية.. كتب التوقيت في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان. حرب في عز الظهر.

لم يتمكن البطل من إعدادها على آلة كاتبة، فقد أخذها وزير الحربية "أحمد إسماعيل على" وأخذها "الجمسي" وتلقفها "السادات" كما هي "كراسة حنان صلاح فهمى" وفيها ساعة الصفر لحرب أكتوبر!

لم تكن إذن كراسة الجنرال المخيف النحيف البطل "عبد الغنى الجمسى".. بل كانت كراسة "صلاح فهمى" وابنته "حنان"..

ونتابع المزيد من أسرار يكشفها شاهد أمين وحكاء بارع.. الجنرال أركان حرب دكتور "سمير فرج"..
Advertisements
الجريدة الرسمية