رئيس التحرير
عصام كامل

"الثقافة" تطلق رسائل من الجنوب إلى إيطاليا بافتتاح موسم أكاديمية الفنون بروما

فيتو

تطلق وزارة الثقافة أولى فعاليات أجندتها للموسم الجديد للأكاديمية المصرية للفنون بروما باحتفالية فنية بمناسبة اختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقي والذي يأتي في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.


وتضم الاحتفالية معرضا تشكيليًا يحمل عنوان رسائل من الجنوب وعروضا فنية لفرقة أسوان للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وذلك مساء الأربعاء ٢٧ نوفمبر بحضور السفير هشام بدر سفير مصر في إيطاليا والدكتورة هبه يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمشرف على النشاط الثقافي والفني وعدد من سفراء دول العالم وبعض الدبلوماسيين والشخصيات العامة.

وأكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة أن الأكاديمية المصرية للفنون بروما تساهم بدور فعال في الحوار الحضارى بين الوطن وأوروبا كما تعد أحد الجسور المهمة وبوابة ذهبية لنقل مفردات الإبداع المحلى إلى القارة العجوز.

وأشارت إلى الحرص على إقامة الاحتفالات برئاسة مصر للاتحاد الأفريقى واختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقى في مختلف الدول للتأكيد على دور مصر المحوري في العالم وأهمية القوة الناعمة في التواصل مع الشعوب، لافته إلى دور الأكاديمية في فتح نوافذ معرفية وثقافية جديدة تبرز جوهر الثقافة والفنون المصرية في أوروبا.

وقالت الدكتورة هبة يوسف إن الأكاديمية المصرية للفنون بروما تعد أحد الركائز الأساسية ومنارة للإشعاع الثقافي في قلب أوروبا وتساهم بدورها كأحد أدوات القوة الناعمة المصرية في الترويج لمصر وموروثها الثقافي والحضاري بالإضافة إلى تحفيز فرص الاستثمار الثقافي الأوروبي من خلال إلقاء الضوء على بعض المشروعات القومية في عروض الأفلام التسجيلية على الجمهور طوال الموسم، وتابعت أن الأكاديمية تضم متحفًا لمستنسخات الفرعون الذهبى توت عنخ أمون ويعد أحد الفعاليات التي تلقى اقبالًا من الجمهور وتنقل صورة عن الحضارة المصرية التي تجمعها روابط تاريخية مع إيطاليا.

وأكد الدكتور أشرف رضا رئيس المجلس المصرى للفنون التشكيلية والقوميسير العام أن المعرض يضم 32 عملا فنيا لـ ٢٠ فنانا تشكيليا من مختلف الأجيال تتنوع أعمالهم بين التصوير والجرافيك والفوتوغرافيا والمناظر الطبيعية والفنون التجريدية برؤيه تعكس المعالم والبيئة في مدينة أسوان والنوبة بطبيعتها المتفردة والمتميزة بالإضافة إلى مجموعة صور فوتوغرافية تجسد الحياه التقليدية في أسوان.

يذكر أن فكرة إنشاء أكاديمية مصرية للفنون ولدت عام 1929 على يد الفنان المصري راغب عياد الذي كان يدرس الفن آنذاك في إيطاليا فبادر بدافع من حماس الشباب والغيرة على الوطن لمراسلة الحكومة المصرية وتوجيه طلب لخديوي مصر بإنشاء أكاديمية مصرية للفنون بروما بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بالتجربة الفنية الإيطالية العريقة وإيجاد مكان لائق لإبداع الفنانين المصريين ورعاية مواهبهم، وفي عام 1930 اعتبر قصر كوللو أوبيو الذي يقع بالقرب من الكولوسيوم بمثابة مقر مؤقت للأكاديمية وعين الفنان سحاب رفعت ألمظ مسئولًا عنها.

وفي إطار العلاقات الثنائية المتوطدة بين مصر وإيطاليا وازدهار نشاط بعثات الآثار الإيطالية في أنحاء وادي النيل، قامت السفارة الإيطالية في مصر بعرض قطعة أرض في وادى جوليا على أطراف حدائق بورجيزي حيث توجد مبانى معظم الأكاديميات وذلك لبناء الأكاديمية المصرية مقابل مساحة أرض تمنح من حكومة صاحب الجلالة ملك مصر لإيطاليا لإقامة معهد لدراسة الحفريات، وفي عام 1947 تم تعيين الفنان الرائد محمد ناجى الذي كان يشغل منصب مدير متحف الفن الحديث أول مديرًا رسميًا للأكاديمية المصرية للفنون بعده وفى عام 1950 تولى النحات عبد القادر رزق إدارة الاكاديمية وقد بذل لمدة خمس سنوات مساع كبيرة لإحياء الاتفاقية الخاصة بتبادل قطعتى الأرض بين البلدين ولعب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى ووزير المعارف وقتئذ دورًا محوريًا في تفعيل الاتفاقية.

واستكمل الفنان صلاح كامل عام 1957 مسيرة العمل بالأكاديمية مستعينًا بالدبلوماسية تارةً وبخبرته الفنية تارةً أخرى بمساندة الدكتور ثروت عكاشة الذي عين وزيرًا للإرشاد القومي عام 1958السعى لإتمام مشروع الأكاديمية المصرية للفنون بروما ليتم تنفيذ الاتفاقية الثنائية عام 1959 حيث تم وضع الرسوم المعمارية للمبنى ليتم وضع حجر الأساس عام 1961 وتستمر عملية البناء حتى نهاية عام 1965.

وانطلقت فعاليات أول موسم ثقافي في عام 1966 من المنبر الجديد بشارع أوميرو بوادى "جوليا" المتاخم لأحد الميادين الصغيرة الذي زين بهذه المناسبة بتمثال من صنع الفنان المصري الشهير جمال السجينى يمثل أمير الشعراء أحمد شوقي، وفي عام 2008 قرر وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني تطوير المبنى ليصبح نافذة ثقافية مصرية هامة تطل على قلب أوروبا إيمانًا بأهمية تفعيل التعاون الثقافي بين مصر والدول الأوروبية.
الجريدة الرسمية