رئيس التحرير
عصام كامل

هل سيكون منصة إصلاح حقيقي!


مؤتمر الشأن العام المزمع عقده قريبًا مدعو للنظر بجدية وعمق في كل قضايانا الحيوية لتشخيص العلة ووضع التوصيات والحلول الناجعة موضع التنفيذ.. وأظن أن قضايانا ومشاكلنا لا تخفي على أحد.. ويبقى الأهم هو إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات المواطن وتصوراته ومفاهيمه عن الشأن العام وبث العزيمة والإرادة في النفوس وابتعاث الهمة..


فلا يصح مثلًا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام معضلة الأمية التي جاوزت 24 مليون أمي يقفون حجر عثرة في طريق أي تحول اقتصادي أو ديمقراطي، بل إنهم فوق ذلك يمثلون بيئة خصبة للفقر والجهل والمرض وربما الإرهاب.. كما أنهم يفاقمون أزمة الانفجار السكاني الذي يمثل عائقًا حقيقيًا يبتلع أي جهود تنموية.

الحكومة جادة في إصلاح التعليم والصحة والبحث العلمي والثقافة "هكذا يجب أن يكون".. ومهما تكن كلفة ذلك باهظة فهي ضئيلة إذا ما قورنت بثمرات وعوائد مثل هذا الإصلاح إذا ما تم على النحو المنشود.. ويكفي أن نقول إن تحويل أفكار بعض النابغين من الباحثين والمخترعين النابهين الذين تزخر بهم مصر إلى منتج أو مخترع أو براءة اختراع كفيل بضخ أموال طائلة للخزانة العامة ولنا في تجربة اليابان النموذج الأسمى..

كما أنه لا يمكن الانتقال للمستقبل وبناء مصر الجديدة دون تعافي التعليم والصحة والبحث العلمي والإعلام والثقافة.. وليكن مؤتمر الشأن العام منصة إصلاح حقيقي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإطلاق لأفكار خلاقة تجد طريقها للتنفيذ بفضل ما يحظى به هذا المؤتمر من دعم رئاسي وإرادة سياسية أراها فرصة حقيقية لمراجعة وتصويب ما قد يعنّ للمؤتمرين، وأصحاب العزائم الصادقة والقلوب المحبة لهذا الوطن.
الجريدة الرسمية