رئيس التحرير
عصام كامل

الصحة العقلية للإدارة الأمريكية


ليس صدفة أبدا تزامن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وانتشار تقارير وتسريبات، بل وصدور كتاب "تحذير" بتوقيع مجهول، نعم الكاتب وقع بصفة مجهول، عن الحالة العقلية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.


إجراءات العزل التي بدأها الديمقراطيون قفزت خطوة خطيرة، بعد الشهادة القاصمة التي أدلى بها السفير الأمريكي لدى أوكرانيا.. وجاءت في غير صالح "ترامب".. فقد أكد أن "ترامب" بالفعل مارس ضغوطا على الرئيس الأوكراني بإعادة فتح التحقيقات في قضية فساد لابن منافسه الديمقراطي "جو بايدن" في سباق البيت الأبيض العام القادم.

بل أكد السفير الأمريكي أن وزير الخارجية "بومبيو" متورط أيضا في ابتزاز الرئيس الأوكراني: مساعدات بقيمة تنجاوز الـ ٤٠٠ مليون دولار مقابل إعادة فتح القضية ضد نجل المنافس. وكان القضاء الأوكراني برأ ابن "جو بايدن" بالفعل وأغلق القضية.

في الوقت نفسه، استغل خصوم "ترامب" لجوءه السبت الماضي إلى إجراء تحاليل طبية للمرة الثانية خلال هذا العام في قاعدة عسكرية.. واعتبروا أن حالة "ترامب" غير مطمئنة.. وخرج طبيب "أوباما" ليعلن أن "ترامب" أصيب بجلطات صغيرة متكررة أثرت على قدراته الذهنية، وأنه يفقد الكلمات التي يريدها، وانه يتلعثم، وانه يتوه!

أما كتاب " WARNING " أو "تحذير" فمؤلفه رفض الكشف عن هويته كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، وقالت إن المؤلف موجود بالفعل داخل الإدارة الأمريكية. كان الكاتب المجهول يتوقع أن تحصل الولايات المتحدة على رئيس محترم، فحصلت على رئيس تسبب في انقسامات عديدة داخل المجتمع الأمريكي والبنية السياسية التقليدية الأمريكية وأنه خلخل الأساس الأخلاقى لها.. وحث المواطنين الآ يعودوا إلى انتخابه..

في الوقت ذاته ارتفعت أسهم منافسه الديمقراطى جو بايدن بشكل ملحوظ لكن ظهور الملياردير الديمقراطي "مايكل بلومبرج" عمدة نيويورك السابق واعتزامه الترشح.. جعل العيون تتشتت بين "بايدن" و"ترامب" و"بلومبرج".

والحقيقة أن الحالة الذهنية للرئيس "ترامب" كانت طول الوقت موضع رصد ومتابعة بالأرقام وبالعبارات، في معظم الفضائيات الدولية والمحلية الأمريكية، وخاصة التي يناصبها "ترامب" العداء. ويتهمها بالكذب وفبركة الأخبار، وما أكثر المرات التي بثت فيها الـ CNN مثلا تقارير ترصد تناقضات في تصريحات وأقوال "ترامب".. وتحصى عدد مرات كذب الرئيس..

تزامن الاتهامات بالخلل العقلى أو الذهنى، مع نصب مشنقة العزل والطرد، لا يجعل أيا من العقلاء في العالم يصدق أن هذه الإدارة فقدت عقلها بالكامل ومنحته إلى إسرائيل، فنقلت السفارة الأمريكية إلى القدس رغم أنف العرب، واعتبرت المستوطنات الإسرائيلية شرعية وقانونية رغم أنف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.. وموقف الاتحاد الأوروبي.

ولن نقول رغم انف العرب هذه المرة لأنه لم يعد للعرب أنف قائم.. بعد تمريغه في الوحل على يد صديق العرب ترامب.. تاجر التخويف بالبضاعة الإيرانية.. الفاسدة! إذا كان "ترامب" خللا.. فإن قراراته ضد القضية الفلسطينية.. وسحب الأموال بالتخويف من الخزائن العربية.. تقطع بأن الرجل جمع بين فص من مخ المهرج مع فص من مخ الشيطان!
الجريدة الرسمية