رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يُصلحُ "حسن مدني" شبكة "القرآن الكريم"؟

أهلًا بالدكتور "حسن مدنى" رئيسًا جديدًا لشبكة "القرآن الكريم"، فهل بوسعِهِ أن يُرمِّمَ عوارَها المُتراكمَ، ويُصلحَ ما أفسدَه أسلافُه، ويرفعَ شأنَها بين الإذاعاتِ؟ هل يملكُ الإذاعىُّ الكبيرُ خُطة عملٍ جادةً وحقيقيةً، لإعادةِ الحياةِ إلى أوَّل إذاعةٍ دينيةٍ، وُضعتْ للناس، أمْ أنَّ أدبَه الجمَّ، سوف يحولُ بينه وبينَ من لا يروقُ لهم إصلاحٌ أو ترميمٌ، ولا يُشغلهم سوى أن يبقى الحالُ على ما هو عليه؟ هل وضعَ الدكتور "حسن مدنى" يدَه على مواطن الخَللِ الواضحة خلالَ فترة إشرافه على الشبكة، قبيل تعيينه رسميًا رئيسًا لها، أمْ سوف يتبعُ منهجَ سابقيه في التجاهُل والتغافُل، والبحثِ عن مصلحته الشخصية؛ حتى يُبقي لنفسه "حُضورًا" بعد إحالته إلى المعاش؟سواءٌ راقتْ هذه التساؤلاتُ وغيرُها للدكتور "حسن مدنى" أو لمْ ترُقْ، فمما لا شكَّ فيه أنَّ الشبكة التي أُنشئتْ قبلَ 55 عامًا وصلتْ في سنواتها الأخيرة إلى مرحلةٍ مُتقدمةٍ من الشيخوخة، التي يكونُ من أعراضِها الخَرَفُ، حيثُ فقدتْ كثيرًا من بريقها الذي كان يُزِّينُها في مراحل استثنائية من تاريخها، وهجرها قطاعٌ كبيرٌ من المستمعين، وهو كُرهٌ لهم، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم!!خريطةُ برامج "شبكة القرآن الكريم"، تسكنُها النمطيةُ، التي تصلُ في بعض الأحيان إلى السذاجة، حتى أنها صارتْ تُشبهُ في مُحتواها، ما تقدمُه الإذاعاتُ المدرسيَّةُ، فالأفكارُ مُكرَّرةٌ، مُتشابهةٌ، سطحيَّة، مُثيرةٌ للشفقة حينًا، وسُخرية الساخرين أحيانًا، تقاطعُ الواقعَ كثيرًا، وتخاصمُ العقلَ أكثرَ، فهل يعتكفُ الرئيسُ الجديدُ على إعدادِ خريطةٍ برامجيةٍ تنبُضُ بالحياة، وتُسهمُ بـ"دورٍ تربوىٍّ ومعرفىٍّ وتنويرىٍّ" في المجتمع المُتراجع أخلاقيًا بوتيرةٍ متسارعةٍ، أم يتركُ الأمورَ على عواهنها؛ حتى لا يغضبَ الغاضبونَ والمستفيدونَ؟هل يعلمُ الدكتور "حسن مدنى" أنَّ شبكة "القرآن الكريم" هي الحلقة الأضعفُ في معركة "تجديد الخطاب الدينى"، بما تبثُّهُ من ضعيف الأحاديث والروايات وموضوعها وشواذّها وشواردها، وبما تتبناهُ من منهجٍ شديد الرجعية، ما يمنحُ الفرصة للمتنطعين من كارهى الإسلام بالسليقة، ليزايدوا عليها ويتخذوها مطيَّة للطعن في الدين نفسه، وهل يستطيعُ تصويبَ مسارها، فيحررَها من الأفكار الإخوانيةِ والسلفيةِ، ويضعَها على الطريق السليم، ويجعلها الحلقة الأقوى في هذه الحربِ التي لم تضعْ أوزارَها بعدُ، ولن تضعَها قريبًا؟هل يُعيدُ الدكتور "حسن مدنى" النظرَ في ملف "الأمسيَّات الدينية"، وما يعتريها من فوضى ومجاملاتٍ وتجاوزاتٍ وسخافاتٍ، فيجعلُ منها طاقةَ نورٍ وعلمٍ ومعرفةٍ، أم يتجاوزُ عنها، ويُبقيها على حالها الآثم الذي صارتْ إليه؟هل يجرؤ الدكتور "حسن مدنى" على فتح ملف القراء والمُبتهلين الذين تسللوا إلى شبكة "القرآن الكريم"، في غفلة من الزمن، بقوةٍ "الواسطة" و"كروت التوصية"، ويكلفُ بإخضاعهم فورًا أمام لجان اختبار رسمية، وليستْ وهمية أو صورية، فتستبعدُ منهم المُنْخَنِقَة وَالمَوْقُوذَة وَالْمُتَرَدِّيَة وَالنَّطِيحَة وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ، وتحجبُ أصحابَ الأصواتِ الباهتةِ والبائسةِ، والحناجر الشائهة، ومِن ثمَّ تستعيدُ دولة التلاوة مجدَها الزائلَ؟ أم أنَّ الخوفَ على منصبه، والتطلعَ إلى منصبٍ أرفعَ، في خواتيم مسيرته المهنية، يدفعانه أيضًا إلى تحصينهم وتمكينهم ومنحهم فرصًا أوفرَ في قادم المواعيد؛ ضمانًا لولائهم ورضاهم ورضا مَنَ تدخلوا لاعتمادِهم؟ هل يعيدُ الدكتور "حسن مدنى" إلى التلاوات القرآنية اعتبارها المفقود، فيمنحها مساحة أكبرَ من خريطة الشبكة، وهل يوقفُ التلاعبَ في خريطتها، فينصفُ المظلومين من القراء، سواء من الأحياء أو الراحلين، أم تبقى الأمورُ خاضعة لرغبات وأهواءِ المذيعين والموظفين ومهندسى الصوت، فيكررون صوتًا واحدًا مرتين وثلاثًا يوميًا، ويحجبونَ غيره شهوراَ وسنينَ عددًا؟!!هل يُقدمُ الدكتور "حسن مدنى" على إخراج النسخ المُجمدة للمُصحف المرتل بأصوات بعض كبار القراء مثل: "محمد محمود الطبلاوى" و"أحمد نعينع" و"الشحات محمد أنور" و"محمود صديق المنشاوى" و"راغب مصطفى غلوش" وغيرهم، وإذاعتها جنبًا إلى جنبٍ، مع النسخ الخمسة الحالية، أم يخشى لومَ اللائمينَ؟وإجمالًا.. فإنَّ شبكة "القرآن الكريم" صارتْ أمانة في عنقك يا دكتور"مدنى"، وهى أمانةٌ ثقيلةٌ، فإمَّا أن تمنحَها "قبلة الحياة"، وتقيَها من عثرتها، وتُعيدَها إلى صدارة المشهد الإذاعىِّ والإعلامىِّ، فتُسجِّلَ اسمَكَ في قوائم الخالدينَ، أو تؤثرَ السلامةَ وتُشيِّعَها إلى مثواها الأخير، فتتحولَ إلى إذاعةٍ متحفيةٍ من بقايا الماضى؟!

Advertisements
الجريدة الرسمية