رئيس التحرير
عصام كامل

بعيدا عن "الشعراوي" و"صابرين".. الإسلام الذي لا يعرفونه!


وصف الله نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه "على خلق عظيم"، وأنه "رؤوف رحيم" ولا نتصور -ولا يمكن تصور- أن يكون من على خلق عظيم سبابا شتاما، ولا يمكن تصور أن يكون الرؤوف الرحيم خلاف ذلك!


ويوصي الله نبيه في القرآن ويقول "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، وهي صيغة مبالغة فكان يمكنه أن يقول "ولا تجادلهم إلا بالحسنى".. وينصحه في موطن آخر ويقول "وإن كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، ويطمئنه ويقول له أيضا ليريح قلبه "لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"..

ويكرر له المعنى تقريبا ويقول له "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"، وحتى لا ييأس من جهده في دعوته يقول له "فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ"، وليكون الأمر جليا مباشرا بيقول له "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب"، ويؤكد المعنى نفسه فيقول له "ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون"، ويعفيه من الحزن على الآخرين فيقول "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"..

ويبلغه أن الأمر على هذا النحو ليس حكما عليه وحده وإنما على اخوته من الرسل فيقول "فهل على الرسل إلا البلاغ المبين"، ويطمئن قلبه ممن يسمع ولا يعقل فيقول له "واطيعوا الله واطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين"، ويخاطبهم هم ويقول "وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين"..

وبعد كل ذلك واثتاؤه يبلغه قوانينه العليا فيقول "لست عليهم بمسيطر"، ويقول أيضا "إنا إلينا إيابهم وإن علينا حسابهم"، أي إن الأمر ليس بالإكراه يا "محمد" وأنهم سيعودون إلينا ونحن سنحاسبهم، ويفسر له ذلك بقوله "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه"، وقوله "كل نفس بما كسبت رهينة"، وفي الآيتين الأخيرتين تعنيان أن كل إنسان حر يقرر ما يشاء لا شأن لأحد بأحد، ولذلك يؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام المعنى نفسه في حديثه الشريف: "يبصر أحدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذع في عينه"!

وكل ما سبق مع ما نراه من التدخل في شئون الناس الخاصة يكاد يقنعنا أن كل هؤلاء متآمرون على الإسلام، يسعون لإظهاره على عكس ما جاء به، وعلى خلاف تعاليمه وهديه، متناسين قوله أيضا "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وفي صيغة أخرى "من سلم الناس من لسانه ويده"!

وهو ما يجعلنا أيضا لنصرخ ونقول: يا غير المسلمين كل ما ترونه من سباب وشتائم باسم الدفاع عن الإسلام هو العدوان على الإسلام!
ملحوظة: هذه تعاليم الله لرسوله.. فما بالنا بمن هم غير الرسول؟! وهذه التعاليم عن التعامل مع المشركين والكفار.. فما بالنا بمن هم أفضل منهم؟
الجريدة الرسمية