رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إلا السوخوى 35


انتشر الخبر انتشارا واسعا وسريعا، وتناقلته الصحف والمحطات الفضائية ومراكز تحليل المعلومات، على الجانبين الأمريكي والروسى، لأن المضمون مزعج جدا لإسرائيل. ولترامب: عقوبات محتملة على مصر لو مضت قدما في عقد صفقة سلاح جديدة كبيرة مع روسيا..


منذ يومين، وحتى اليوم الثالث، الأحد، لم يصدر عن مصر ما يفيد أنها تلقت رسالة تعنيف من الخارجية الأمريكية موقعة من "مايك بومبيو" وزير الخارجية و"مارك أسبن" وزير الدفاع، عادة لا يقع رد علنى ولا يقع إعلان باستلام رسائل من هذا النوع، وهذا ما تفعله الدول الحكيمة، وكل ما يتردد حتى الآن هو قصة خبرية بثها مصدر مطلع بالإدارة الأمريكية إلى صحيفة "الواشنطن بوست" كما تقول الصحيفة وثيقة الصلة بدوائر القرار والمعلومات في البيت الأبيض وفى الأجهزة المعلوماتية.

انتقلت القصة إلى "بلومبرج" والى "سبوتنيك" والى RT الفضائية الروسية... وبالطبع إلى مراكز تحليل المعلومات في إسرائيل وغيرها من الدول التي يزعجها تنامى القوة العسكرية كما وكيفا للجيش المصرى.

الملاحظ أن البنتاجون لم يؤكد إرسال مثل هذه الرسالة، والملاحظ أن الخارجية الأمريكية ذاتها لم تعلن إرسالها، لكن مدار البحث والتحليل كله هو القصة المسربة، وفيها مجمل الرسالة وهى أن الإدارة الأمريكية ستفرض عقوبات محتملة على شراء مصر أسلحة روسية في صفقة جديدة كبيرة.

العقوبات المحتملة: صعوبات في التسليح المصرى وفى مساعدات للأمن المصرى.. رسميا إذن لا شيء.. لكن ما يدور حوله القلق هو اتفاق مصر وروسيا في الخامس والعشرين من أبريل الماضى على شراء ما يزيد على ٢٠ طائرة "سوخوى ٣٥" المتفوقة على نظيرتها الأمريكية، وينظر إليها بأنها ملكة الأجواء حاليا لقدراتها القتالية والتكنولوجية، لدرجة أن دولا عربية عريقة في التحالف مع واشنطن كالسعودية والإمارات ترغب في شراء هذه الطائرة فائقة التطور.

كذلك ستفعل تركيا رغم أنف "ترامب".. الذي اعترض وهدد وتوعد أنقرة بعقوبات مدمرة إن أتمت شراء منظومة الصواريخ SS400.

وتركيا أتمت الصفقة رغم تهديدات حلف الأطلنطى وهى العضو المؤثر فيه.

في التحليلات الكثيرة التي قرأتها أن البعد التنافسي في رسالة التهديد بالعقاب، كان الأبرز... واعتبرت موسكو أن تهديد المشترين لأسلحتها بضغوط عقابية لا ينطوى على منافسة حرة، لكن واشنطن ترى في الـ٢مليار دولار ثمن الطائرات لمصر.. هي أحق به، وترى أن مصر فتحت باب السوق الأفريقية للتسليح الروسي الأقل سعرا والمماثل في الكفاءة أن لم يتفوق في أسلحة بعينها خصوصا منظومات الدفاع الجوى.. والفئات الأعلى تطورا من الطائرات السوخوى.

لم يظهر شبح إسرائيل في القصة حتى الآن.. وعلى كل حال فإن هذه الإدارة التي يرأسها جد لأطفال يهود في البيت الأبيض، محتفظة بتعهدها التاريخي ككل الإدارات السابقة عليها بأن تبقى إسرائيل متفوقة على كل السلاح العربى. أقول السلاح ولا أقول الجيوش..

لم يعد سوى جيشنا العظيم وجيوش درع الجزيرة... لاحظ المحللون غرابة اللهجة المكتوب بها الخطاب لحليف تحرص واشنطن "ترامب" على إرضائه. والتنسيق معه... لكن رد فعل القاهرة لن يكون على ما تبثه الصحف هنا وهناك..

في كل الأحوال فإن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وسياستها معروفة في تنويع مصادر السلاح، وهى دولة مرت بثورة الثلاثين من يونيو التي أكدت على استقلالية القرار السياسي المصرى.

بقى أن هناك مؤشرا يحتاج التأمل وهو غياب مصر عن مؤتمر التحالف الإستراتيجي في الشرق الأوسط الذي دعت إليه واشنطن وعقد دونها، لأنها اختارت الجيش العربي وليس ناتو عربي ينوب عن الأمريكيين في حروبهم! المؤتمر حضرته كل دول الخليج العربية وفيها قطر والأردن، وهنالك تلميحات لنظام أمني ومصالحات...

على كل حال، لا نظن هذا كله غائبا عن الدرس والمتابعة ورد الفعل المصرى.. الرشيد. مصر لا تتلقى الأوامر من الأمريكان.. بل من شعبها ودستورها.
Advertisements
الجريدة الرسمية