رئيس التحرير
عصام كامل

"شويجو" في القاهرة.. ورسائل في سطور التصريحات!


على خطى وزراء دفاع الاتحاد السوفيتي العظام؛ "روديون مالينوفسكي" و"جريتشكو" و"دميتري اوستينوف" و"نيكولاي بولجانين"، يقف وزير الدفاع الروسي الحالي "سيرجي شويجو"، مسجلا لنفسه تاريخا مجيدا لروسيا العظمى، مع زعيم روسيا ومجدد مجدها الرئيس "بوتين"..


أمس اجتمع "شويجو" في القاهرة مع الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، ومع وزير الدفاع الفريق "محمد زكي".. مع الرئيس أبدى دعم بلاده لمصر، واستعدادها لتقوية الجيش المصري - يقصد أكثر مما هو عليه - ونقل تحيات الرئيس "بوتين".. ومع وزير الدفاع وقع محضر اجتماعات لجنة التعاون العسكري التي جاء من أجل حضور اجتماعها السادس، وهي اللجنة التي ناقشت أمس - كما قالت وكالة سبوتنيك الروسية - دعم آفاق التعاون في مجالات الدفاع والأمن ونقل وتبادل الخبرات والتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة لكلا البلدين!

لكن المتحدثة باسم وزارة الدفاع الروسية "روسيانا ماركوفسكايا"، قالت، في التمهيد للزيارة، إن الموضوعات الرئيسية للمباحثات ستكون مسائل الأمن الدولي والإقليمي والوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أولويات التعاون العسكري والتقني العسكري لروسيا ومصر..

لكن الوزير "شويجو" نفسه، وطبقا لوكالة "نوفستي" الروسية، يبدو أكثر تحديدًا ومباشرًا، حين يقول: "إن مصر تحتل مكانة رائدة في القارة الأفريقية، وتظل الحليف الإستراتيجي لروسيا في المنطقة.. وقد اكتسبت هذه المكانة بفضل شخصية الرئيس المصري والقوات المسلحة المصرية، التي تعد ضامنًا للتنمية المستقلة والمستقرة في البلاد، وتحول دون انتشار التهديد الإرهابي في شمال أفريقيا"!

بالطبع أي قراءة في تصريحات "شويجو" تجعلنا ندرك مدى احترامهم للرئيس "السيسي" الذي عرفوه عن قرب منذ كان وزيرًا للدفاع، ساعيا بقوة إلى عودة العلاقات مع روسيا، بمستوى يقترب مما كانت عليه في الستينيات، أما عن القوات المسلحة فنلحظ فهم دورها في مصر باعتبارها المؤسسة المنضبطة المنسجمة، التي تلعب دورًا فرضه القدر خلاف حمايتها لأرض الوطن وترابه، وهو ما لم يستوعبه الكثيرون من الحاملين للجنسية المصرية..

أما الأبرز فقوله: "وتحول دون انتشار التهديد الإرهابي في شمال أفريقيا"! لم يقل في مصر.. ولا شمال مصر.. ولا شمال سيناء!
بالطبع لم يصدر بيان عما تم الاتفاق عليه، إلا أننا جميعا نعرف حجم التعاون، كما قالت المتحدثة الروسية في التعاون العسكري.. والتقني العسكري.. ويبقى إعلان كل شئ في توقيته هو الأبلغ والأصدق على الإطلاق، فلم يأتِ الرجل الثاني في روسيا إلى القاهرة ليزور الطريق!
لكن لكم أن تسموا الأشياء كما تريدون.. تصحيح لمسارات قديمة أُهملت، أو كتابة لتاريخ جديد.. لكم ما شئتم!
الجريدة الرسمية