رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: رؤيتي في أزمة لبنان

منتصر عمران
منتصر عمران



لبنان إلى أين؟ سؤال يتردد الآن بشدة بعد أن أعلن رسميا سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني استقالة حكومته، واضعا نصر الله وحزبه في مأزق كبير.. حيث إن نصر الله كان في خطابه الأول إلى الامة اللبناني رفض وبكل شدة استقالة الحكومة أو أي استجابة لمطالب الشارع في لبنان.


بل حذر نصر الله من مغبة الاستجابة لمطالب الجماهير، متهمًا قادة الحراك بانهم أصحاب أجندة خارجية وتمويل خارجي، متسائلا: من أين يأتي قادة الحراك بالأموال من أجل الإنفاق على الاعتصامات والتظاهرات؟!

وقد سبق أعضاء حزب الله استقالة الحريري عندما حاولوا فض اعتصام أحد تمركزات المعتصمين، وقاموا بالفعل بإحراق بعض خيام المتظاهرين قبل أن يتصدى لهم الجيش اللبناني.

والآن وبعد أن عرى الحريري حزب الله (الذي يعتبر بحق دولة داخل الدولة) من تحالفه.. أرى أن حزب الله سيحاول محاولات مستميتة في إجهاض هذا الحراك لأن حزب نصر الله يعلم جيدا أن الحراك ليس في مصلحته، بل من الممكن أن يصل هذا الحراك في النهاية إلى إسقاط الحزب أو على أقل تقدير إضعاف شوكته.

وإذا كانت هناك تحذيرات دولية للحالة اللبنانية بأنها تسير إلى طريق مسدود ومنعطف خطير غير مسبوق للمشهد السياسي اللبناني.. لأنه لأول مرة يحدث تصادم مفزع بين الشارع اللبناني والنظام اللبناني المعقد والمبنى على الطائفية، وهذا ما يرفضه الشارع اللبناني حاليا، إلا أنني أرى هناك مكاسب كثيرة للشارع اللبناني، رغم ما وصلت به الأمور من تشابكات حتى الآن.

فهل ينجح الحراك فيما يطالب به من القضاء على النظام السياسي المبنى على الحصحصة والطائفية، والوصول بلبنان إلى نظام قومي موحد بعيدا عن الطائفية المقيتة، وأن يتحول لبنان في هذه المرحلة الحرجة إلى تكوين حكومة من المستقلين التكنوقراط، بعيدا عن اللون الواحد.. لأنه ليس بمقدور أي فصيل في لبنان قيادة الحكم بمفرده.. فلننتظر ما تسفر الأيام المقبلة والتي هي بكل تأكيد حبلى بالمفاجآت لأن جميع خطابات نصر الله وميشيل عون فشلت في إجهاض الحراك اللبناني أو حتى إضعافه.
الجريدة الرسمية