رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم كلب وقتل إنسان


الأسبوع الفائت كنا على موعد مع حادثتين تبدوان غريبتين إحداهما في الغرب، حيث تم تكريم الكلب الأمريكي الذي شارك في تنفيذ عملية مطاردة زعيم تنظيم داعش"أبو بكر البغدادي" وقتله، وتم تقليد الكلب قلادة تكريم، بعد أن أشاد الرئيس الأمريكي "ترامب" بتلك المشاركة، ووصف الكلب بالرائع، وهو تكريم بالقطع مستحق لكل من يشارك في إنقاذ حياة إنسان.


أما الحادثة الأخري وللأسف فقد وقعت في الشرق مهد الحضارات والأديان وشتان الفارق بين الشرق والغرب، حيث تم إلقاء شابين من باب القطار، بسبب عدم وجود أموال معهما وركوبهما بدون تذكرة، وهو الأمر الذى يبدو أنه كان مقنعا للإطاحة بهما، بعد أن أجبرهما كمسري القطار على القفز من القطار، وهو يسير، فمات أحدهما وأصيب الآخر.

ورغم غرابة وبشاعة الحادثتين فإن ما يعنينا في هذا الأمر هو التشديد على كرامة الإنسان وصون حقوقه التي نعلمها جميعا، حتى ولو خالف النهج العام، وليس ذلك قاعدة بل هو استثناء، فليس كل مخالف مذنب، بل ربما تكون الحاجة هي سبب المخالفة، وهو ما زال يبدو -على ما اعتقد- مرعيا، إن لم يكن في العرف الإنساني ففي العرف الديني وكلنا يعلم أن رجلا سقى كلبا فغفر الله له، وإن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، كما أن "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه أوقف حد السرقة في عام الرمادة لما أصاب الناس المجاعة فهلا تأسينا بهؤلاء أم على قلوب أقفالها!
الجريدة الرسمية