رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا.. "مذابح الأرمن" لحماية الأكراد!


للمرة الثالثة نشرح القصة، لكن هذه المرة أمامنا أدلة يقينية تثبت ما قلناه في مقالين سابقين.. من أن "إسرائيل" هي من تدير المشهد في الشمال السوري، وأنها بدعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وراء معركة الكونجرس ضد "ترامب".. الذي يتفوق داخله رجل الأعمال على السياسي، فلا يجيد حسبة السياسة..


وحسبة السياسة تقول إن مكونات سوريا الثلاثة الكبيرة، هي السنة ثم الطائفة العلوية ثم الأكراد.. الدروز وغيرهم أقل من الانفصال أو التفكير فيه، والعلويين دفعهم -أو قد يدفعهم- القتال السنوات السابقة إلى البقاء في الساحل السوري، في حين يبقى الشمال حاضنا لأغلبية أكراد سوريا.. والمخطط الصهيوني يريد أن يبدأ من هنا لتقسيم سوريا، وعندئذ لن يتوقف الأمر عند ذلك فما سيجري في سوريا سيمتد إلى العراق وبعدها تسير خطوات التفكيك والتقسيم في كل اتجاه!!

"ترامب" قال إنه سيغادر سوريا وأن على الأكراد حماية أنفسهم، وأن الجيش السوري أن يملأ الفراغ! ثم فجأة يدعو زعيم "قسد" أو زعيم أكراد سوريا إلى واشنطن.. وتنزعج تركيا.. وبعدها تتوالى الصدمات.. عودة إلى سوريا.. البقاء فيها.. حماية آبار النفط.. الجيش السوري يدعو المقاتلين الأكراد للانضمام إليه في صد العدوان التركي.. القوات الكردية ترفض.. أمريكا تعلنها صريحة البترول للأكراد!!

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن هناك ضغوطا تم ممارستها، واتفاقا تم مع "ترامب" يقضي بإصلاح سياسته في سوريا والعودة لحماية الاكراد وتسليمهم النفط.. لماذا النفط؟ كي تتوفر الأموال.. ولماذا الأموال؟ كي تتوفر مقومات تأسيس دولة.. تمتلك الآن القوات والسلاح ثم الأموال ثم الاعتراف الدولي!

كثيرون خلطوا بين رفض التدخل التركي وبين دعم الأكراد، في حين أن الصحيح أن نكون ضد الاثنين ومع فرض الجيش السوري نفوذه على كل الأرض السورية! بينما سيدفع "أردوغان" الثمن غاليا بما سيجعله يوما ومع تقلباته الدائمة سيفكر في التحالف مع سوريا نفسها بمبدأ عدو عدوي صديقي، في حين سيخسر الأكراد روسيا ويستمر الصراع إلا إذا.. وإلا هذه فيها الكثير!

ورقة الأرمن إذن دفاع مبكر حتى لا يفكر "أردوغان" في تكرار ذلك مع الأكراد، وورقة في الجيب الأمريكي تتحرك من الكونجرس إلى البيت الأبيض عند اللزوم!!
الجريدة الرسمية