رئيس التحرير
عصام كامل

هل تنتهي تنظيمات التكفير والعنف بعد رحيل البغدادي؟..عمرو فاروق: منهج القتل تحت غطاء الدين تتبناه عشرات الحركات الإرهابية لإقامة الخلافة.. "عمران": الأفكار تنتقل عبر العقول وليس الأجساد والتطرف باق

ابو بكر البغدادي
ابو بكر البغدادي

منذ الإعلان عصر أمس، عن مقتل أخطر إرهابي في العصر الحديث، أبي بكر البغدادي، مؤسس تنظيم داعش الإجرامي، والعالم يبحث عن إجابة للسؤال الأكثر رواجًا على جميع المنصات الإخبارية والإلكترونية: هل تستمر تنظيمات العنف الديني الوحشي، رغم نهاية نهاية البغدادي، أم تنتهي بتصفية أحد أشرس روادها والداعين لها، والمحرضين عليها؟


أشبال الخلافة

عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن مقتل قائد داعش، لا يعني انهيار أركان أفكاره بشكل كامل ونهائي، وإلا لكانت جماعة الإخوان، انتهت تماما عقب مقتل حسن البنا، وإعدام سيد قطب، وعبد القادر عودة، أو انتهى تنظيم القاعدة عقب مقتل أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وأبو عمر البغدادي وغيرهم.

وأكد أن سقوط مشروع دولة البغدادي، وسقوط التنظيم أيضا، لا يعني في النهاية سقوط الفكرة، إذ أن التنظيمات تنتهي وتظهر تحت مسميات ونسخ جديدة تحمل نفس التوجهات والأدبيات والأفكار، في ظل وجود إرث ضخم من المرجعيات والمناهج والأطروحات الفكرية التكفيرية، التي يتم من خلالها إنتاج عشرات التنظيمات التي تنتهج العنف والقتل تحت غطاء الدين ومشروع إقامة دولة الخلافة الذي رسم ملامحه حسن البنا وسيد قطب، أبو الأعلى المودودي وعمر عبد الرحمن، وشكري مصطفى.

وأشار إلى أن امتلاك داعش ثروة مالية تتجاوز الـ400 مليون دولار، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الذهب الخام تقدر بـ40 طنا، مع تمكنه من تهريب عشرات الملايين عبر شركات وكيانات غير رسمية إلى أوروبا كضمان لبقائه، إذ يمثل المال عصب وجود التنظيمات التكفيرية المسلحة، بجانب نجاحه في صناعة مايسمى بالجيل الثالث المسمى بـ«أشبال الخلافة».

وأكد فاروق، أن هؤلاء الأطفال، تشربوا أفكار وأساليب العنف الممنهج المكتسب من معايشة تجربة أرض المعركة، والتكتيك الميداني، ما يصعب من إعادة دمجهم في الحياة السلمية، ومن ثم سيصبحون جيلا أكثر تطرفا وعنفا وانتقاما، وسعيا لتطبيق ما رسمه أبو بكر البغدادي، باعتباره أصبح يمثلا رمزا لدولة الخلافة الداعشية.

ولكن فاروق يرى رغم كل هذه المعطيات، أن تنظيم داعش الإرهابي، مرتبط باسم ومشروع دولة أبو بكر البغدادي، ولا يرتبط بفكرة الجهاد العالمي، التي طرحها أسامة بن لادن في مواجهة واستهداف المصالح الأمريكية والغربية داخل منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي ربما يتسبب في انشطار التنظيم في ظل مرور عناصره بحالة من التناحر والانشقاق فيما بينهم.

العنف فكرة
منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، يرى أن مقتل شخص البغدادي، لا يعني بالضرورة القضاء على تنظيمه، فكل تنظيمات العنف تبنى على فكرة، وتتنقل عبر العقول وليس الأجساد".

وتابع عمران: لنا في مقتل أسامة بن لادن دليل، على أن مقتل مؤسس التنظيم، لا يعني القضاء على التنظيمات أو الفكرة والمعتقد".
الجريدة الرسمية