رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مُحافظَ الجيزة.. نسألكَ الرحيلَ


"محافظة الجيزة.. تُعتبر صاحبة النصيب الأكبر من الإهمال وتردي الخدمات".. نصًَّا من طلب الإحاطة المُقدم من النائبة "هيام حلاوة" إلى مجلس النواب، قبل يومين، كاشفة فيه عن العوار الذي يكتنف أداء محافظ الجيزة "أحمد راشد"، الذي تحولت "الجيزة" في عهده إلى "محافظة منكوبة".


إنْ كان طلب الإحاطة الذي تقدمت به النائبة المذكورة، ركَّزَ على "تردى وتدنى الخدمات الصحية في عموم مستشفيات المحافظة"، فإنه لا يخفى على كل ذى عينين، أن "التردى والتدنى".. طالا كل شيء، بلا أدنى استثناء، في واحدة من أهم محافظات مصر، تحت رعاية المحافظ الحالى الذي يتيهُ فخرًا بفشله وعجزه!

كتبتُ غيرَ مرة من قبل، وكتب كثيرون غيرى، عن الأداء السيئ للمحافظ الحالى الذي يتفنن في إثارة غضب الرأى العام، بمواقفه وقراراته وتصريحاته، وجميعها لا تصبُّ في مصلحة المواطنين، وقلتُ: إن اختياره من الأساس لم يكن صائبًا، فالرجل لم يكن صاحب تجربة إدارية مشهودة في أية مرحلة من مراحل حياته العملية حتى أكمل الستين عامًا.

ورغم مرور أكثر من 14 شهرًا على استدعائه من التقاعد، وتعيينه محافظًا على محافظة لا يعرف عنها شيئًا، إلا أنه لم يحقق نجاحًا مذكورًا في أي ملف من الملفات الشائكة، وأبرزها: مياه الشرب والصرف الصحى، والخدمات الصحية، وغيرها.

في عهد المحافظ الحالى.. لم ينصلح حال أي شئ، وبقيتْ الأمور على ما هي عليه، تمضى من سيئ إلى أسوأ. الفوضى تعمُّ أرجاء المحافظة. لم يفكر المحافظ الحالى، باعتباره شرطيًا متقاعدًا، أن يتصدى لها بنفسه، أو يوجه بالتصدى لها. الفوضى حاضرة بقوة في محيط ديوانه، حيث المقاهى التي تحتل شارعى "فيصل" و"الهرم" وتعطل المرور تمامًا، وحيث فوضى سيارات الأجرة والتكاتك والأسواق العشوائية. وإذا كان هذا يحدث في محيط مكتب "معالى المحافظ"، فما بالكم بالقرى والمدن والأحياء الواقعة على أطراف المحافظة؟!

محافظ الجيزة.. ربما يكون المسئول الأبرز في مصر، في عدم تنفيذ توجيهات الرئيس وتكليفاته، فالرجل يتعامل مع جميع مظاهر الفوضى والعشوائية التي سيطرت على المحافظة، في عهده غير الميمون، بحالة غريبة من التجاهل والتغافل والتراخى، فمثل هذه الأمور لا تشغله، إنما تشغله أمور أخرى، يعرفها ونعرفها، ولكل حادثٍ حديثٌ.

إنَّ الإصرار على جلب قيادات من نوعية "محافظ الجيزة"، ووضعهم في مناصب أكبر من قدراتهم، هو الذي يؤدى في نهاية المطاف إلى حالة مُعقدة من الفشل التي تثير غضب وسخط الرأى العام، في الوقت الذي يجب أن تُدار الأمور بشكل مختلف، فلا حاجة لمصر والمصريين بمسئول فاشل يبقى جاثمًا على صدرها أمدًا طويلًا.

منذ سنوات طويلة.. لم تحظَ "الجيزة" بمحافظ مسئول قادر على إصلاح ما أفسده سابقوه، ووضع المحافظة في الوضع الذي تستحقه، بما تمتلكه من مقاصد سياحية كبيرة. ولا يدرى أبناء المحافظة التاريخية أىَّ ذنب اقترفوه، لتتمَّ معاقبتهم بفاشل تلو الآخر، حتى تحولت "الجيزة" حرفيًا إلى محافظة منكوبة، بفضل المحافظ الذي لا يحمل من اسمه نصيبًا..

بل والأغرب من هذا كله.. أنه أبلغ معاونيه والمقربين والمستفيدين منه، أنه مستمر، ولن يشمله أي تغيير خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفعه إلى تعميم لافتات جديدة في الميادين والشوارع الرئيسية، على نفقة المحافظة، يشيدُ فيها بنفسه، وبالنجاحات التي لا يراها سواه.. وللهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ.
Advertisements
الجريدة الرسمية