رئيس التحرير
عصام كامل

عاصي الحلاني: التوريث بالفن لا يصح بدون موهبة وتخوفت من دخول أبنائي عالم الغناء

فيتو

  • >> جمهور مصر «أجدع ناس» وشهادتي فيه مجروحة

  • >> الأوبرا المصرية «خارج المقارنة» وعراقتها وأصالتها سر انجذابي للغناء على مسرحها

  • >> إدارة مهرجان الموسيقى العربية تبذل ما بوسعها لـ«راحة الفنان»

  • >> الخيل صديقي الوفي ولا يمكن التخلي عنها.. والإصابة قدر من الله

  • >> لا أورث الفن لأبنائي فموهبتهم فرضت نفسها على الساحة الفنية

  • >> الأغنية الوطنية المعبر عن إنسانيتي وأرشيفي حافل بها.. وأحلم بالسلام لبلدى والوطن العربي

لم يكن لقب «فارس الأغنية العربية» مصادفة أو مجاملة، ليطلق على المطرب اللبناني الكبير عاصي الحلاني، فما أن تجمعك الظروف معه حتى تبصر بنية فارس لخيل عربي ولبناني أصيل، يتمتع بشهامة الفرسان، ونبل أخلاقهم وسمو أهدافهم.. فالغناء عنده بمنزله عشقه للخيل، الذي يعتبره الصديق الأوفى في حياته، وجمهوره يشهد على فروسيته في الغناء والخيل معا، كونه لم يترك مناسبة وطنية إلا وتغنى فيها بحب البلاد، ولم يخالجنا الحب والفرح إلا ونستمع إلى أغنياته التي يدق بها على آلات الفرح والدبكة التي تبهج القلب.

فارس الأغنية العربية تعرض لإصابة حديثة خلال امتطائه لخيله العربي مؤخرًا، إلا أن هذا لم يكن له تأثير على عشقه للفن والتزامه بتعاقداته الفنية، فلم تلامس الإصابة قلبه الذي بقى وسيبقى عاشقا للفروسية، «الحلاني» يشارك في الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان الموسيقى العربية، كمطرب عاشق لمسرح دار الأوبرا المصرية، فحفلاته في المهرجان طيلة الدورات الماضية، كانت محط أنظار الجمهور والنقاد.. وفي لقاء جمع "فيتو" بالفنان اللبنانى الشهير.. كان الحوار التالي:

*اعتاد جمهور مهرجان الموسيقى العربية تواجدك في المهرجان خلال الدورات الأخيرة.. فما الذي يجذب «عاصي» للمشاركة كل عام؟
مسرح دار الأوبرا المصرية يجذبني لعراقته وخصوصيته ورهبته، كونه المسرح الذي أشرف بالوقوف عليه بعد كوكبة من العظماء والعمالقة وأعلام الغناء العربي، الذين شدوا بحناجرهم الذهبية على خشبة هذا المسرح، لذلك يتملكني شعور بالسعادة والفخر والشرف مع كل دعوة جديدة أتلقاها للوقوف على مسرح الأوبرا، خاصة مع جمهور الأوبرا المتذوق الذي يملك ذائقة موسيقية وغنائية مختلفة عن أي مسرح عربي، فهم أهل للطرب الأصيل، والطرب أهل لهم.

*بصراحة.. ما قائمة المطالب التي تضعها للقبول بالمشاركة في المهرجانات العربية، لا سيما مهرجان الموسيقى العربية؟
لم أفكر مطلقًا في اشتراط طلبات محددة لقبول دعوات مهرجان الموسيقى العربية، ودائمًا ما أشدد على مدير أعمالي في مصر وصديقي المنتج شريف ضياء على بذل أقصى حدود التفاهم والمرونة مع إدارة المهرجان التي أشرف بالتعامل معها، لا سيما وأن مديرة المهرجان جيهان مرسي، تعمل دائمًا على بذل كل طاقتها هي والطاقم المرافق لها في إدارة المهرجان والأوبرا لراحة الفنان، وهو ما أشكرهم بشدة ومن صميم قلبي على الالتزام به ومراعاته، لذا لا اشترط أي طلبات محددة على إدارة المهرجان، لأنهم بالفعل يوفرون لنا كل الدعم والإمكانيات المتاحة وجميع سبل الإبداع والنجاح.

*في ظل وجود العديد من دور الأوبرا العربية.. كيف ترى دور دار الأوبرا المصرية في الحفاظ على تاريخها الفني؟
«الأوبرا المصرية» لها مذاق خاص ونكهة مختلفة، وتحمل مطربيها لضفاف الأصالة والعراقة، لذا فهي مختلفة بالتأكيد عن أي دور عرض أخرى، فدار الأوبرا المصرية تبقى حاملة التاريخ والتراث الموسيقى والغنائي الطويل، ومن الصعب مقارنتها مع أي دور أخرى مهما بلغت إمكانياتها، فالتاريخ والأصالة والعراقة لا يمكن مقارنتهم.

*رغم تعافيك من الأزمة الصحية الأخيرة التي تعرضت لها، إلا أن جمهورك ما زال قلقا بشأن حالتك الصحية.. فما تفاصيل حالتك حاليًا؟
أشكر الله دائمًا، فأنا الحمد لله بخير حال، وأود أن أطمئن جمهوري الحبيب بعد الإصابة أن كل أموري الصحية على مايرام حاليًا، خاصة أن الإصابة لم تضطرني لتأجيل أي حفل فني كنت قد تعاقدت عليه مسبقًا قبل الإصابة.. وصراحة لا بد لي من شكر الجمهور العظيم الذي غمرني بحبه في تلك الفترة الصعبة وكانوا يطمئنون على صحتي بشتى الطرق المختلفة.

*«الخيل» كانت دائما الصديق الوفي لعاصي الحلاني.. فهل من الممكن أن يتخلى عن ركوبها بعد الحادث الأخير؟
بالتأكيد الخيل صديقي الأوفي، وأصارحك أنه من الصعب على شخص ارتبط طيلة حياته بالخيل أن يبتعد عنها الآن لتعرضه لإصابة ما، أيًا ما كانت ماهية الإصابة، فالخيل جزء مهم من حياتي، وركوب الخيل هوايتي وعشقي الذي لا يبدلني عنه أحد، أما الإصابات والحوادث فأمر وارد في كل شيء بالحياة، والخيل ليست صاحبة المسئولية في وقوع حادث من عدمه، وإنما هو أمر إلهي أشكر الله عليه، وأهم ما في الأمر أن الله هو من يقدر تلك الأمور وهو من يسترها أيضًا، لذا الحمد لله على كل شيء.

*اتجه أبناك الوليد وماريتا إلى عالم الغناء.. فهل كنت متخوفا من الرأي العام تجاه تلك الخطوة أن يصفها الجمهور بـ«توريث الفن»؟
بالطبع كنت متخوفا إلى حد ما من موضوع احتراف أبنائي ودخولهم عالم الغناء والساحة الفنية، لكنني عندما وجدت «ماريتا» تمتلك الموهبة الحقيقية التي تؤهلها، ولمست في قلبها شغفها تجاه خوض التجربة، لم أستطع أن أعارض، وأعتقد أنها تلقى الاستحسان على موهبتها، بالإضافة إلى «الوليد» الذي أراه بشهادة أهل الفن والتخصص يملك الموهبة والصوت، ويقترب بشدة من شق طريقه، وأؤكد هنا أن قصة التوريث في الفن لا تصح بدون موهبة ومقومات، وفي النهاية لا يمكن أن يصح إلا الصحيح.

*الأغنية الوطنية تحتل حيزا كبيرا في تاريخ الحلاني.. فهل يجب على الفنان تقديمه للأغنية الوطنية لإثبات ولائه لوطنه؟ وما الذي تمثله الأغنية الوطنية للحلاني؟
أنا عاشق للأغنية الوطنية، فالفنان إنسان ومواطن قبل كل شيء، بل إنه يتفاعل مع الأحداث الجارية في وطنه أكثر من غيره من الناس العادية، ورسالته لا يمكنه تقديمها إلا من خلال نوع الفن الذي يحترفه، لذا فالأغنية الوطنية رسالتي وتعبيري عما أشعره تجاه وطني والوطن العربي بأكمله، وأفخر جدًا عندما أنظر لأرشيفي من الأغنيات الوطنية، وأجده حافلا بجميع اللهجات العربية التي تغنيت فيها بحب لوطني الأم لبنان، وأيضًا مصر ومعظم بلاد الوطن العربي تقريبًا.

*لو لم يكن عاصي الحلاني مطربًا، فما المهنة التي كان سيمتهنها؟
لم أفكر في الأمر صراحة من قبل، فالغناء بالنسبة لى الحلم الذي ولدت من أجله، وربما «لو لم أكن مطربًا لوددت أن أكون مطربًا».

*الأحلام تتغير من مرحلة إلى أخرى.. فما الحلم الذي يراود عاصي الحلاني حاليًا؟
أن أري وطني لبنان في أحسن حال، وأن تتحسن الأوضاع في بلدي وسائر بلاد الأمة العربية، فليس هناك حلم يخالج صدري حاليًا أكثر من أن يعم الخير والسلام على كل بلادنا العربية.

*أخيرا.. ما الرسالة التي توجهها لمصر ولبنان والعالم العربي؟
رسالتي لمصر رسالة قديمة، حيث تربطني بمصر روابط وثيقة منذ سنوات طويلة، فأنا أحد عشاق مصر وشعبها وفنها الكبير والعمالقة الكبار الذين أثروا الفن العربي، وتأثرنا بهم وبفنهم الخالد، ولي في مصر أصدقاء مقربون لا يمكنني وصفهم سوى بكونهم «أجدع ناس»، إضافة إلى أن شهادتي في جمهور مصر مجروحة فهم أحباب القلب، وهم الجمهور الذي تخطى حدود الجمال، وأخيرًا «أتمني لمصر ولبنان والوطني العربي كله الخير والسلام وتحية تقدير للقائمين على دار الأوبرا ومهرجان الموسيقى العربية».
الجريدة الرسمية