استغاثة لرئيس الجمهورية.. اغتيال معهد أزهري مع سبق الإصرار

رغم مخاطبة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، فوجئ الأهالي بوصول لجنة من قطاع المعاهد الأزهرية بسوهاج لتنفيذ قرار إخلاء المعهد، الذي لا يتجاوز عمر إنشائه 29 عامًا، بحجة أنه آيل للسقوط، وإلحاق الطلاب بمدرسة "نجع سرور"، التي تبعد عن القرية عدة كيلو مترات، يضطر التلاميذ لقطعها وسط الزراعات والمصارف.

وللعلم فإن معهد الخلافية العجوز الابتدائي، بمركز جرجا، محافظة سوهاج، هو منارة العلم الأزهرى الوحيدة التي تتوسط القرى والنجوع، وتخدم أبناءها، وقد تم إنشاؤه عام 1992، بالجهود الذاتية لأهالي القرية.. وأبنائها في الخارج، والمعهد صدر له قرار إزالة برقم (24) بتاريخ 18/ 10/ 2018.. وحدث ذلك لعدة أسباب متضاربة!!

وقد طرق أهالي قرية الخلافية العجوز بمركز جرجا كل الأبواب، وأرسلوا تلغرافات وفاكسات لكل مسئولي الدولة المختصين، مطالبين بالإبقاء على المعهد، وعدم هدمه؛ لعدم وجود أية مبررات منطقية لذلك. 

واجهوا العديد من الصعوبات، وحدث بينهم وبين مهندسي مجلس المدينة الذين كتبوا قرار الإزالة للمعهد مشادات كثيرة، في محاولات لإقناعهم بأهمية بقاء المعهد، وخطورة التسرع في هدمه.. دون جدوى!!

تمكنت الجهود من إيقاف قرار الإزالة مؤقتا لمدة عام.. وفى هذه الفترة قاموا بترميم المعهد بالجهود الذاتية، وتم معالجة كل الشروخ البسيطة التي ظهرت في المحارة، وطالبوا بإرسال لجنة أخرى تضم متخصصين ومهندسين استشاريين، لإصدار تقرير عادل ومحايد، ومع ذلك فلم يستجب لهم أحد، ولم يتم إرسال لجنة، وتمسكت الجهة الإدارية بتنفيذ قرار الإزالة، الذي يعتبره الأهالي بمثابة قرار إعدام لمنبر العلم الديني الوسطي في القرية!

كلنا يعلم أن أي معهد تتم إزالته لا تقوم له قائمة مرة ثانية، وكل المعاهد يتم إنشاؤها بالجهود الذاتية؛ ذلك أن مشيخة الأزهر لا تدعم بناء أي معهد.

أهالي القرية يستصرخون الرئيس، الذي يساند كل خطوة في طريق العلم، والتنمية، بعد أن أوصد القائمون على المعاهد الأزهرية، ومحافظ سوهاج، أبوابهم، وصموا آذانهم عن الاستجابة لمناشدتهم.. طالبين أن يصدر توجيهاته بسرعة إرسال لجنة متخصصة للمعاينة العادلة، وأن يتم السماح لأهالي القرية باستصدار التراخيص اللازمة لإضافة المرحلة الإعدادية للمعهد، ولو تطلب الأمر إنشاء فصول إضافية لاستيعاب الطلاب.