رئيس التحرير
عصام كامل

"أردوغان" يفقد عقله


رحم الله الكاتب الصحفي الراحل الأستاذ "محمد حسنين هيكل"، فقد كان له لديه تعبيرات دقيقة يثمنها السياسيون ويدركها كبار الكتاب جيدًا، وأذكر وصفًا بشأن تركيا سجله الكاتب الراحل في كتابه «المقالات اليابانية»، بأسلوبه السهل الممتنع فقال –رحمه الله– عنها إنها «لاعب حائر» و«قوة حائرة» في الشرق الأوسط.


كان "هيكل"، يقصد بوصفه الحالة المعقدة التي كانت تعيشها تلك الدولة –بعهد الأستاذ "هيكل"– حيث قال الرجل، «إن المشكلة أن تركيا قوة حائرة وسط جغرافيا معقدة ولاعب حائر لا يعرف إلى أي فريق ينتمي وفي أي موقع يلعب..»، مشيرا إلى أن «الحيرتين الجغرافية والتاريخية –التي تعيشها تركيا– وما قد يصدر على أساسهما من توجهات أو قرارات يمكن أن تدفع أصحابها إلى أكثر مما في طاقة احتمالهم موضوعيا».

الحالة المشار إليها على النحو الذي طرحه الكاتب الراحل، تعيدها الأحداث هذه المرة، بأوصاف تجاوزت الحيرة، إلى جنون يقف على تنفيذه الآن رجل يفقد آخر ما تبقى من رصيده العقلي، فالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، دفعه إدمان الزعامة هذه المرة، إلى قرار بشن عدوان عسكري على سوريا، مهددا الأمن القومي العربي برمته.

إن إضعاف سوريا يقدم، أولا: خدمة هامة للكيان الصهيوني المحتل لهضبة الجولان، وثانيا: شن عمليات إرهابية متوقعة على عدد من الدول العربية لإضعاف جبهتها الداخلية، فلم نعد الآن بحاجة إلى التساؤل عن الدولة المشرفة على تلك الهجمات «المحتملة» بعد افتضاح الدسائس والمؤامرات وظهور الارتباط السري بين أنقرة والتنظيمات الإرهابية وتحديدا «داعش» إلى العلن،

وثالثا: محاولة الرئيس التركي التغطية على فشله الداخلي حيال أزمات بلاده المتلاحقة والتي سيظل سببا فيها إلى أن تتخلص تركيا من قبضة الظلم المقيت، وربما أراد "أردوغان" أن يشغل الجيش التركي حيث اعتقاده أن «ثأرًا قديما» بينهما على خلفية الانقلاب الفاشل خلال عام 2016.

المطلوب الآن أن تتوحد الدول العربية، أكثر من أي وقت مضى؛ فمنظومة الأمن القومي العربي باتت الآن رهن تهديد دولي يستهدفها، فضلا عن إرهاب مدعوم دوليا من جماعات ودول تلعن العمليات الإرهابية وتدينها علنا، وتدعم منفذيها في الخفاء.. والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية