قصة "روان" من التنمر والضرب داخل المدرسة إلى المرض

جاء قرار يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، باستبعاد مدير مدرسة عمر مكرم، والأخصائية الاجتماعية ونقل تلميذة من نفس المدرسة، ليؤكد ما تم تداوله خلال الأيام الماضية من اعتداء ولية أمر على التلميذة "روان" والتنمر بها بسبب مهنة والدها، وهو ما أصاب الطفلة باضطرابات نفسية وعصبية أفقدتها القدرة على الكلام والإدراك.

فيتو زارت "روان" بمستشفى الطلبة حيث ترقد هناك للعلاج لتجد حصارا حديديا مفروضا على الطفلة داخل المستشفى دون سبب واضح، وحتى زيارتها مراقبة كما منعت الإدارة التصوير معها داخل غرفتها أو مع أحد من أهلها دون مبرر رغم أن غرفتها باتت هي الغرفة الأشهر بعد الزيارات والهدايا الكثيرة التي تلقتها خلال الأيام الماضية من مختلف فئات المجتمع ومن إدارة المنتزه التعليمية.

بداية الأزمة
كانت بداية الأزمة بمشاجرة بين روان مع زميلة أخرى كعادة التلميذات في هذا السن إلا أن ولية أمر زميلتها لم يعجبها أن يتم ضرب ابنتها على يد روان، فذهبت إلى المدرسة وضربتها وتنمرت بها قائلة "أنت بنت بواب.. إزاي تضربي بنت مهندس بترول؟".

تلك الكلمات وقعت كالصاعقة على رأس الطفلة "روان" من والدة زميلتها "شهد" بالصف الرابع الابتدائي، ولم تتحملها لتصاب باضطرابات نفسية وعصبية قادتها إلى سرير المرض، بعدما شخّص الأطباء حالتها الصحية بـ"العصب السابع"، والذي يشل النصف الأيمن من وجه المريض.

روان تحكي التفاصيل
ورغم الحالة الصحية لـ"روان" والحصار على غرفتها إلا أنها روت تفاصيل ما حدث بشكل خافت للغاية، قائلة: "والدة شهد قالت لي أنتِ بنت بواب إزاي تضربي بنت مهندس بترول وضربتني أمام زملائي، والأخصائية الاجتماعية هي كمان أهانتني، وشعرت بالإهانة أوي مش علشان شغل بابا علشان اتضربت".
وأكدت أنها بعد ذلك رفضت الذهاب للمدرسة بسبب ما حدث، ومرضت وهي الآن ترقد في المستشفى لتعالج.

استبعاد مدير مدرسة بعد تعدي ولية أمر على تلميذة بالإسكندرية

أم روان تتحدث
وقالت الأم: إنها ذهبت لمدرسة عمر مكرم الابتدائية، بعد مكالمة أفزعتها من ابن عمة روان بالاعتداء عليها من أم أخرى، ولم تكن تعرف ما حدث ولكنها تذكرت عندما ذهبت قبل يومين من الواقعة إلى المدرسة، وقامت بمصالحة "روان" وزميلتها "شهد" بعد تشاجرهما معا.
وقالت: "والله صالحتهم على بعض واشتريت لهم حاجة حلوة"
وتؤكد، أنه بسبب ما حدث تدهورت صحتها بعد الواقعة بيوم وتغيرت ملامح وجهها فذهبت بها إلى عيادة التأمين الصحي، وهناك أخبرنا الأطباء بضرورة الذهاب لمستشفى ناريمان لعمل رسم عصب لشكه في إصابتها بالعصب السابع.

وتضيف الأم: "تم حجز روان بمستشفى ناريمان حتى يوم الإثنين الماضي ليتم تحويلها لمستشفى الطلبة لحاجتها إلى بلازما ومتابعة دقيقة لحالتها.. والحمد لله الحالة الآن مستقرة وفي تحسن بإذن الله".
وعن مواجهتها مع الأخصائية الاجتماعية، قالت والدة "روان": "قالت لي إحنا هنجيب حقها روان دي بنتنا كلنا"، مشيرة إلى أن موقف الأخصائية تغير بعدها واتهمت ابنتها بالكذب.
وتطالب الأم بمعاقبة ولية الأمر التي ضربت ابنتها وتسببت في مرضها، قائلة: "ذنب بنتي أنها طلعت لقت أبوها بواب.. دي ست معقدة.. لو ضربتني أنا مش هزعل"

والد روان جئنا بحثا عن الرزق
وقال "محمد محمود المصري": إنه غادر قريته بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، منذ ٨ سنوات ومعه زوجته وأبنائه "روان" وجنى ويوسف، قاصدا الإسكندرية بعدما ضاق به الحال بحثا عن مصدر رزق ودخل يلبي احتياجات أسرته.

وانتهى المطاف بأسرة "المصري" بعمارة "الياسمين" بأحد شوارع منطقة السيوف شماعة، حيث عمل حارسا للعقار، وكبرت أسرته بعدما رزق بـ"جنى" و"يوسف".


وأضاف أنه منذ عدة أيام، تلقت والدة "روان" مكالمة هاتفية من ابن عمتها كان نصها: "الحقوا روان منهارة وعينيها مش بتتحرك أم زميلتها ضربتها".

وذهبت للمدرسة لتفاجأ بما حدث لابنتها، وسط لامبالاة من إدارة المدرسة والأخصائية الاجتماعية، وأصيبت روان بالحالة التي عليها،
وتابع أنه علم من الزيارات المختلفة من أن ابنته باتت حديث فيس بوك وانتشرت صورها، وأن هناك إجراءات اتخذت ضد إدارة المدرسة ومع ولية الأمر، لافتا أنه حرر محضر ضدها.