رئيس التحرير
عصام كامل

بلطجية الإخوان في مجلس الشورى


ليس هدفي من تعبير البلطجة الإساءة الشخصية، ولكن الهدف هو فضح منطق البلطجة في هذا المجلس. لأنه لا يستند إلى الحق ولكن إلى القوة .. والحقيقة إن هذا هو منطق التنظيم السري للإخوان وحلفائه .. كيف؟


1- لأن منطق الأغلبية أو الكثرة العددية لا يختلف كثيراً عن منطق البلطجة. فكلما كثر عدد ميليشياتك، فهذا معناه أنك سوف تحصل على ما تريده. هذا ما يفعله الآن التنظيم السري للإخوان في مجلس الشورى. فبما أنهم يملكون الأغلبية فمن حقهم تمرير ما يريدون من قوانين حتى لو كانت باطلة وحتى لو كانت ضد رغبة القوى السياسية وأصحاب الشأن وهم القضاة.

2- إذا حدث ذلك ومر قانون السلطة القضائية لأنهم أغلبية، فهذا معناه أن أي أغلبية قادمة تستطيع تغييره. فلو كانت مثلاً أغلبية يسارية فسوف يخرج يساري، وإذا كانت أغلبية ليبرالية يخرج ليبرالي وهكذا. وهذه بلطجة لأن من معه عدد كبير من النواب يستطيع أن يفعل ما يريد. لذلك فالقوانين يجب أن تكون تعبيراً عن توافق عام بقدر الإمكان.

3- منطق البلطجية لا يطال فقط قانون السلطة القضائية ولكن كل القوانين التي تخرج من هذا المجلس، بما فيها قانون الجمعيات الأهلية، فهم يريدون من خلاله تدمير منظمات المجتمع المدني المزعجة لهم.

4- ناهيك عن أن مجلس الشورى ذاته ليس تعبيراً عن أغلبية المصريين، فلم يشارك في التصويت سوى 7% فقط. أضف على ذلك أن هذا المجلس ليس من صلاحياته التشريع. وهذه الصلاحية منحها له دستور عنصري طائفي بالباطل.

5- هذه البلطجة تم بها تمرير دستور مشوه وضد حقوق الإنسان وضد حقوق المصريين. ورغم أنهم سوقوه تحت يافطة الاستقرار، فلم تشهد البلد أي استقرار. لكنهم لم يتعلموا ولا يبدو أنهم سوف يتعلمون. فكما كتبت من قبل هم مثل البطل التراجيدي في الدراما اليونانية يذهب مختاراً إلى مصيره. والإخوان يذهبون بإرادتهم وبكفاءة إلى قبرهم المحتوم.
الجريدة الرسمية