رئيس التحرير
عصام كامل

د. رشاد عبده: الإخوان وقطر وتركيا يصدرون الشائعات المغرضة لضرب الاستثمار الأجنبي بالبورصة

فيتو


  • الهواة الذي لا يعرفون قواعد البورصة هم من يخسرون في تعاملات البيع والشراء
  • خفض أسعار الفائدة يشجع المستثمرين على المزيد من الاقتراض منخفض التكلفة

يرى الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية الدكتور رشاد عبده،، أن الأخبار السيئة التي تأتي من الخارج مثل نشوب حرب تجارية بين أمريكا والصين وغيرها تؤثر بالسالب على عالم البورصة، فيما تلعب الأخبار الجيدة دورًا هامًا في إنعاش البورصة وذلك ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع.
الخبير الاقتصادي شدد في حوار مع "فيتو"، على أهمية خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضى لتشجيع الاستثمار والمستثمرين على المزيد من الاقتراض منخفض التكلفة، ومن ثم إقامة المشروعات الجديدة والتوسع في المشروعات القائمة وما يترتب على ذلك من خلق فرص العمل والإنتاج، وإن شجع هذا الأمر بعض المستثمرين للاتجاه إلى الاستثمار في البورصة التي تمثل استثمارا غير مباشر، آملين في تحقيق المزيد من الأرباح.. وإلى مزيد من التفاصيل في الحوار التالي.

*كيف ترى المشهد في البورصة المصرية في ضوء تعافيها بعد هزة الأسبوع الماضى؟
لا بد أولًا أن يعرف الناس ما هي الفكرة التي تدور حولها البورصة والتي تعتمد في الأساس على أنه طالما أن هناك من يربح فبالتالي يوجد من يخسر، وطالما أن هناك مكاسب فبالتالي تكون مغرية لجذب كثيرين ممن يريدون الشراء من أجل الربح، لأن القاعدة الرأسمالية تقول: إن الأسعار تُحدد وفقًا للعرض والطلب، فالسلع التي يوجد عليها إقبال كبير يرتفع سعرها، أما السلع التي لا يشتريها أحد سعرها ينخفض فنتيجة أن المستثمر يبحث عن المكسب إذن الجميع يشتري، فالطلب على هذه البضاعة التي تسمى في البورصة الأوراق المالية من أسهم وسندات يكون كبيرًا وبالتالي ترتفع أسعارها، وحينما تنتعش عملية البيع تغرق الأسهم السوق وبالتالي ينخفض سعرها مجددًا لأقل من سعر الشراء الأصلي، وهنا يدخل آخرون للشراء مجددًا وهكذا، إذن فهو أمر طبيعي جدًا أن تصعد البورصة وتنخفض، لا يوجد بورصة في الكون تصعد فقط أو تنخفض فقط فهذه هي القاعدة الرئيسية (التي تقوم عليها فلسفة البورصة)، لذا من غير المنطقي أن يتعجب الناس من انخفاض البورصة وذلك لأنها صعدت جدًا بقيم أكثر من قيمتها في فترة سابقة، والأشخاص الذين حققوا ربحًا باعوا أسهمهم وأغرقوا السوق بالأسهم وبالتالي انخفضت الأسعار وهذه مسألة منطقية.

*وما هي أسباب خسائر البورصة المتتالية؟
يعود جزء من هذه الأسباب إلى ما يسمى بالأرباح الرأسمالية والتي تمثل الفرق بين سعري البيع والشراء، أي الأشخاص الذين اشتروا الأسهم في فترة سابقة بأرباح كبيرة وربحوا كثيرًا وقرروا البيع لتحقيق أرباح وتسمى "أرباحا رأسمالية" لأن هؤلاء الناس استردوا جزءا من رأسمالهم، جزء آخر نتيجة الأخبار السيئة والتي تأتي من الداخل أو الخارج مثل نشوب حرب تجارية بين أمريكا والصين لذا يتضرر العالم أجمع وليس مصر فقط لأنه يوجد ركود اقتصادي ومشكلات وشركات تكنولوجيا كبيرة في أمريكا انهارت، وحين ينهار الاقتصاد الأمريكي يؤثر ذلك سلبًا على الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى الصراع الجيوسياسي في منطقة الخليج وخليج هرمز وتهديدات أمريكا واستهداف الحوثيين للمنشآت النفطية مما يؤثر بشكل سلبي على البورصة.

*وماذا عن العمليات المشبوهة ضد مصر هل لها دور في ما تشهده البورصة المصرية؟
القاعدة تقول أن رأس المال "خواف وجبان"، والمستثمر يبتعد عن الأماكن التي يوجد بها صراعات ومشكلات وشائعات ولا يضخ أمواله وبالتالي تنخفض مؤشراتها، لذلك الإخوان وقطر وتركيا يصدرون الشائعات المغرضة حتى يهرب المستثمر الأجنبي من البورصة ونتيجة ذلك يقل الطلب والسيولة فتنهار البورصة، الشائعات والفوضى أكبر طارد للاستثمار والتنمية سواء الاستثمار المباشر مثل مشروع تجاري أو صناعي أوغير المباشر مثل شراء الأوراق المالية.

*ومن هم المستفيدون والمتضررون من ذلك؟
المستفيد هو المحترف الذي يعرف القيمة العادلة الحقيقية للسهم وينجح في البيع في الوقت المناسب ومن ثم يحقق المكاسب، إنما الهواة الذي لا يعرفون قواعد البورصة هم من يخسرون في تعاملات البيع والشراء، لكن في الوقت نفسه البورصة تتمتع بميزة أساسية عن أي قطاع آخر تتمثل في اللجوء إلى شركات السمسرة لتقديم المشورة والنصح والخبرة في عمليات البيع والشراء.

*من وجهة نظرك.. هل هناك علاقة بين مؤشرات البورصة وسعر الفائدة في البنوك؟
طبعًا يوجد علاقة قوية لأن الفائدة المنخفضة في البنوك تجعل المستثمر يفكر في بدائل استثمارية والتي تعد من أفضل أدواتها البورصة، وطالما الطلب سيزيد والسيولة ستزيد إذن سترتفع البورصة، وأؤكد على أهمية الخطوة والمتمثلة في خفض أسعار الفائدة وذلك بالنظر لوجود علاقة مباشرة وطردية بين معدل التضخم السائد في المجتمع وسعر الفائدة، بما يعمل على تشجيع المستثمرين للحصول على تمويل منخفض التكلفة وإقامة المشروعات وخلق مزيد من فرص العمل والمساهمة في حل مشكلة البطالة، وبالتالي تنتعش خزينة الدولة.

*كيف تؤثر البورصة على الاستثمار والاقتصاد بشكل عام في مصر؟
الاقتصاد عبارة عن مظلة كبيرة تحتها قطاعات مثل قطاع الصناعة وشركاته وهذه الشركات لها أسهم وكذلك قطاع التجارة وشركاته وله أسهم وشركات السياحة ولها أسهم وهكذا، إذن حينما تنهار البورصة تنخفض أسهم تلك القطاعات، وبالتبعية تنخفض قيمة الاقتصاد الكلي.



*ما توقعاتك للبورصة خلال الفترة المقبلة؟
القاعدة تقول: طالما أن الأسهم انخفضت بشكل كبير إذن سيكون هناك إقبال من قبل المستثمرين على الشراء، خاصة مع خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضى وبالتالي سيتجه المستثمرون إلى الاستثمار في البورصة.

*وماذا عن روشتتك التي توجهها للمستثمرين؟
يجب التعامل مع شركات السمسرة التي تتمتع بسمعة طيبة ولديها مراكز أبحاث جيدة، وعدم الاقتراض من البنك بهدف الاستثمار في البورصة، ولا بد أن يكون لدى المستثمر أمران مهمان هما أنه يكون لديه فائض مالي ونفس طويل بحيث لا يقلق بمجرد انخفاض قيمة السهم لأنه سيصعد مرة أخرى.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية