رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المراجعة الواجبة.. تبريد الشارع والمشاعر


نلمس، ولله الحمد، وبعد جهد جهيد، وبعد ما حدث ويحدث، أن هناك فهما وإدراكا بأن حرية التعبير الصادق سلاح من أهم الأسلحة في حرب الوعى ضد الضلال وضد التضليل الإخوانى والخيانى. جاء الإدراك متأخرا لكنه أفضل من عدم مجيئه على الإطلاق.


وعدم مجيئه على الإطلاق كان أحد أسباب انفراد الإعلام الإعدامى الإخواني بعقول ومشاعر أطياف من الناس، هم أصلا في حالة ضغط اقتصادى فاق طاقتهم، ما أعنيه تلك الحرية الغائبة وقد عادت إلى لسان الإعلامي "عمرو أديب" ومعالجاته المهنية الجريئة، أقول ذلك رغم موقفى المعلن تجاه أدائه في أحداث يناير ٢٠١١. هذا حقه..

لكن هذه أيام الشدة والوطنية، لمواجهة موجة تخريب، يظن الخونة أنهم سوف يتمكنون من حكم الوطن ليجعلوه بلا حدود ولا جنود ولا جدران ولا شرف.. أرضا مباحة مباعة لكل عناصر الهدم والتخابر والعصابات والميلشيات!

ما جرى من خروج في الشارع بالإسكندرية والسويس والمنصورة ومحيط ميدان التحرير كان ظاهره ركوبا على مواكب الفرحة بفوز الأهلي على الزمالك في كأس السوبر. وسخر المصريون من أن "الصاورة" تأخرت أو لم يأت أحد.. لكن التوقيت كان مدروسا والأسلوب كان معروفا. اتبعوا تكتيك حصان طروادة الشهير في ملحمة الاإلياذة والأوديسا، التي سجلت الحروب السجال بين طروادة وأسبرطة بسبب الأمير باريس والأميرة هيلين!

فقد اختبأ مقاتلو طروادة في الحصان الخشبي العملاق الذي وضعوه على شط أسبرطة التي سكرت ورقصت ونامت.. فنزلوا عليهم بالسيوف!

تلك فقط معلومات لتوضيح مغزى هذا التكتيك.. أقول إن الخروج إذن كان في الظاهر ركوبا لاحتفالية كروية جماهيرية، لكن الحقيقة أنه وجد بيئة حاضنة من ناس تعبوا من قسوة الحياة ومن غلاء الأسعار الفاحش ومن سعرة تجار امتصوا دماء وجيوب الناس.. لابد من مواجهة الحقيقة وهى أن الشعب يحتاج إلى شيء من الحنان الذي وعد به، وهو تحمل عبء الإصلاح الاقتصادى صابرا، وحتى الزيادات الأخيرة في المرتبات والمعاشات ساعدت على التصبير، لكنها سرعان ما ابتلعها تجار بلا رقيب ولا حسيب، وفواتير ماء وكهرباء ودواء.

ثم من الغريب المريب حقا، ألا تنفذ الحكومة حكما قضائيا واجبا وباتا، لصالح ٩ ملايين من أصحاب المعاشات يئنون من العوز والمرض والمطالب، ومنهم من لا يزال ينفق على أولاده لأنهم عاطلون! كيف لا تنفذ الحكومة أحكام القضاء وهى أقسمت على احترام الدستور والقانون ورعاية مصالح الشعب رعاية كاملة؟

ننتظر من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يراجع الحكومة في سياساتها وأولياتها وأن يخفف قبضة الغلاء، فكلنا متعبون والله، وأن ينتصر قولا وفعلا لعشرين مليون مواطن هم العمود الفقرى لثورة الشرف والوطنية في الثلاثين من يونيو ويوجه بتنفيذ حكم القضاء فورا لصالح أصحاب المعاشات. لن يستجيب الشعب لدعوة إسقاط الدولة، لأن السقوط إذا وقع لا سمح الله، فهو نهائي، وسنضيع جميعا، والشعب أقسم أنه لن يسكت على من يغتصب السلطة بالتخريب والتهديد والتخويف والافتراءات.

تبريد أجواء البلد مأمورية واجبة على الرئيس. وفى كل الأحوال، فالشعب هو الجيش والجيش هو الشعب، نساند ونصون ونموت في سبيل وطننا.
Advertisements
الجريدة الرسمية