رئيس التحرير
عصام كامل

لا والله.. لا والله !


اختارت الدولة بذكاء القالب الإعلامي والموضوع الصحيح المناسب للرد على قضية حرجة ودقيقة، وموطن الحرج والدقة فيها نابع، من فيديوهات تشكك في نزاهة رئيس البلاد وفى القوات المسلحة ماليا. تحرج الإعلاميون أو ترددوا أو حسبوها خطأ أو منعوا أو امتنعوا، ليس مهما شكل المنع أو التجنب وفادى وجع الدماغ..


بل المهم أن الرئيس، والدولة، اختارا قضية إعلامية حاسمة تسمح بالتعرض لمثل هذه الادعاءات التي من الواضح أنها صارت طعام القيل والقال على موائد الرماديين، والمتربصين والعملاء والسذج وأنصاف المتعلمين ومتعلمين جهلة! القضية هي الشائعات والإرهاب وتزييف الحقائق.

أما القالب فهو المؤتمر الوطنى الثامن للشباب.. والحقيقة أنه استضاف متحدثين غاية في البراعة التقنية والمعلوماتية والفهم الدقيق لأساليب وحيل الجماعات الشيطانية التي تديرها الدماغ الكبيرة المهيمنة على خطط وخرائط تخريب الدول وإسقاطها من داخلها، بالتفجير الذاتى.

ما يهمنا في تناول هذه القضية الدخول المنظم لعقلية رجل المخابرات الواعى لعرض القضية، وإعلانه أن أجهزة الأمن السيادية المعلوماتية ترجته ألا يتطرق إلى الملام عن ادعاءات (التافه الخائن). ماذا فعل رئيس البلاد لكى يدحض بهدوء وسلاسة حزمة أكاذيب نالت منه شخصيا؟

قال الحقيقة.

إن الحقيقة إن كنت صادقا تبلغ قلوب الناس وتتعامل معها وتؤثر فيها. قال الحقيقة وهو متألم متأثر، ليس لأنه فعل ما ادعاه الخوان الكفور بالوطن وجيشه، بل لأنه أدرك أن نقطة التصويب هذه المرة محددة. الضرب في جسر الثقة. ثقة حصل عليها "عبد الفتاح السيسي" منذ سبع سنوات. هذه الثقة هي تفويض منحه له الشعب بمحاربة الإرهاب، وبإعادة بناء الدولة وحتى بإعادة بناء الاقتصاد وما نجم عنه من غلاء فاحش أثار غضب الناس وقلل من شعبية الرجل، لكنه لم ينل أبدا من مصداقية الرئيس لدى الشعب.

يشكو الناس أن الإجراءات قاسية وجراحية وهو اعترف بقسوتها، لكنهم لثقتهم فيه يتحملون، ولمعرفتهم أنه نظيف وشريف ووطنى يتحملون..

كان صوت الرئيس حزينا في نبرات وقاطعا في نبرات وعاتبا في نبرات، ومتعاليا في نبرات. نوع من كبرياء المقاتل الشريف.
صورته هي ما يكترث له. صورته عند ملايين الأمهات والرجال الكبار يدعون له بالثبات والنجاح.. هل تهتز صورته عندهم؟

ما صورة السيسي؟

رجل قدم رأسه لإنقاذ الوطن. رجل لم يكذب على الشعب. رحل يجرى جراحة اقتصادية عميقة لإعادة مصر إلى دورها ومكانتها وتطويرها. رجل يبني وبنى قوة عسكرية هي الأقوى في المنطقة. رجل يأخذ نصف مرتبه. يأكل على حسابه في القصر الجمهوري وأطقم الرئاسة كذلك. رجل تبرع بنصف ميراثه. رجل يقضي على العشوائيات. يعالج الملايين مجانا من الأمراض الفيروسية..

وأكثر من ذلك وأعظم..

تلك صورته التي يحب أن يراه بها المصريون الذين وثقوا فيه. ليس في مصر مبنى واحد باسمه. في حزن وصدق قال: لا والله..
ابنكم إن شاء الله، شريف ومخلص وأمين.

نثق فيك يا ريس، وفى قواتنا المسلحة وفى أجهزة الدولة كافة.. وتبقى كلمة للأجهزة التي نحترم دورها الوطنى وحرصها البالغ على بنيان الحكم والدولة واستقرارها. أن الرئيس مارس اليوم ما لم يستطع أن يمارسه وأن يفعله الصحفيون والإعلاميون. قام بعمله الصحفي والإعلامي كاملا، وحصل على حق كاملا للحرية الصحفية، منع عن الصحفيين لأسباب نقدرها وحسابات ترونها.. ولعل هذا يفسر نغمة الملامة والمؤاخذة عن تردد الجميع صحفيين وأجهزة في الرد ودحض الأكاذيب والافتراءات.

دعوا مساحة كافية للصحافة لتقوم بدورها الوطنى.. والعقلاء فيها كثيرون أما العملاء فعليكم بهم.. بالمناسبة لا يزالون في المشهد الإعلامي.. لهم برامج.. واستمتعوا بما تقدمه صديقة "وائل غنيم" في البكاء يوم أسقطوا الدولة.. واستمتعوا على القناة الأولى، قناة الدولة، بمن قادت المظاهرات للهجوم على وزارة الدفاع، "بثينة كامل" وهى تهتف يسقط حكم العسكر.

توسلت الأجهزة إلى الرئيس ألا يقول.. فقال.. فكسب العقول والقلوب. تلك روعة المهنية السياسية والإعلامية.. الحقائق تقتل الأكاذيب مهما بلغت قوتها وانتشارها.
درس لعلنا نستفيد منه.
الجريدة الرسمية