رئيس التحرير
عصام كامل

فساد الصغار والكبار.. لا فرق!


والسؤال ماذا جرى لأمتنا.. وكيف فرطت في أهم خصائصها وميزاتها التي علت بفضلها على سائر الأمم، بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"..


لا شك أن عرى الإيمان والعمل قد انفصمت في مجتمعاتنا.. فصار القول غير الفعل فانفصل المنهج عن السلوك، وخاصم ظاهرنا باطننا فوصلنا لما نحن فيه.. مسلمين بلا إسلام كما وصفنا الإمام محمد عبده بقوله الأثير "في الغرب إسلام بلا مسلمين وفي الشرق مسلمون بلا إسلام".

فالفساد عندنا يمارسه الصغار تمامًا كما يمارسه الكبار في أروقة الجهاز الحكومي؛ ما بين تعطيل لمصالح الناس بالغياب عن العمل تارة، وبالتزويغ وتضييع الوقت تارة أخرى، وبالفهلوة وعدم الإتقان والتشبث بالبيروقراطية الجامدة والروتين والغش أو طلب الرشاوى تحت ستار الإكراميات، التي باتت أمرًا عاديًا يراه الموظف حقًا مكتسبًا، ويراه الجمهور أمرًا عاديًا لا تقضى الحاجات إلا به..

ومن مظاهر الفساد أيضًا وضع الشخص في غير مكانه المناسب وإسناد الأمر لغير أهله.. واتخاذ القرار في غير وقته المناسب تقديمًا أو تأخيرًا.. كل ذلك وغيره من علامات الفساد التي عمت واستشرت منذ سنين طويلة حتى باتت ثقافة متجذرة في الوجدان الجمعي لن تنصلح أحوالنا إلا بتغييرها وتنقيتها حتى نعود للحق.
الجريدة الرسمية