رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة لمدرس "دين"..لا تنس "الرويبضة"


"لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى"...لم يترك أستاذنا أثناء المرحلة الابتدائية حصة تربية دينية واحدة دون أن يتلو على مسامعنا القول السابق للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، طفولتنا البريئة، التي أتلفها الهوى، لم تستوعب وقتها معنى "أعجمي"، ومحاولات أستاذنا الفاضل باءت بالفشل، إلا قليلا، قالها "وتوكل على الله" لمجموعتنا الصغيرة "، يعني "مفيش حد أحسن من حد"..ابن العمدة..زى ابن الغفير...الشاطر بس، مش بتاع الإخوان، هو اللي بيظهر ويبان".


البداية لا يمكن أن تكون دون أن أقدم الشكر لأستاذ أفنى عمره في التأكيد على شعار قامت من أجله ثورة بعد سنوات طويلة من تلك الذكريات، ولم يجن من ثمارها سوى حكايات من تلاميذه القدامى الذين كانوا من ضحايا "النداهة" التي أغرتهم بالقدوم لـ"مصر"، هكذا توصف القاهرة في بلادي، يحكون له عن مصر بعد الثورة، عن حكاية الــ18 يوم في الميدان، عن الزملاء الذين أصبحوا، بفضل الثورة، نشطاء "لهم شنة ورنة".

أما "لب الموضوع" فلا يتعدى كونه بشارة أقدمها لمعلم فاضل أخبره فيها بأنه بالفعل "لا فرق بين عربي ولا أعجمي" وأستسمحه عذرا أن أنحي رواية "التقوى" لتحل محلها "الأزمة"، سأخبره أن الجماعة، الإخوان المسلمين طبعا، استطاعوا أن يؤكدوا لنا أنهم "على الدرب سائرون"، فقد نجحوا في غضون أشهر قليلة جدا في نشر روح المساواة بين المصريين كافة فالجميع، ولا أستثنى أحدا إلا من "تأخون"، وقف في طابور طويل أمام محطة "البنزين"، والجميع، أنفسهم، وقعوا على استمارة "تمرد" لسحب الثقة من الرئيس في ذكرى ميلاده الرئاسي الأول، والجميع، للمرة الثالثة، غازلوا زوجاتهم وبناتهم وأبناءهم ليلا قائلين: " كفاية..نورك عليَّ"، بعدما تحولت أزمة انقطاع التيار الكهربائي من فرض كفاية على المصريين إلى فرض "عين".

وأخيرا..أستاذي العزيز بعد كل هذه السنين أخبرك أنك نسيت شيئا مهما لم تذكره للأطفال الذين تربوا في كنفك لأكثر من ثلاث سنوات، نسيت أن تقول لهم أن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال:" سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله ؟.. قال:" الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الله في عونك، أستاذي العزيز، لأن الأيام المقبلة ستتطلب منك أن تعيد النظر فيما تقدمه لأمثالنا من أبنائك الذين ينتظرون مستقبلا تحت حكم "الرويبضة".
الجريدة الرسمية