رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان الأردن


اتهمني أحد المشاركين في ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، بالتحامل على الرئيس مرسي. السبب أنني قدمت رصداً للانتهاكات الفظيعة التي تمت في عهده ضد الصحفيين والإعلاميين والتي وصلت إلى القتل. هذا بخلاف الانتهاكات المروعة ضد البلد "كلها على بعضها".


واتهمنى أيضاً مشارك ثان في الملتقى الذي عقده مركز حماية وحرية الصحفيين بالأردن، بأنني من أنصار العهد القديم "يعني فلول". لأن عدد ونوعية الانتهاكات في عهد مرسي أكثر بكثير من عهد مبارك. والأمر هنا لا علاقة له بأن مرسي رئيس منتخب. ولا علاقة لها بأن مرسي حكم البلد بعد ثورة. فهذا وغيره لن يغير من الوقائع على الأرض. وهذه هي الفيصل في الحكم على أي نظام حكم.

هذا أولاً وثانياً ليس هناك قتل حرام وقتل حلال، وليس هناك تعذيب حرام وآخر حلال. فالحرام بين والحلال بين. فالجريمة جريمة أياً كان مرتكبها، سواء كان مبارك أو مرسي أو حتى محمد البرادعي لو أصبح رئيساً للجمهورية.

لم يكن مؤيدو الإخوان كثيرين في هذا الملتقى، ولا كان المخدوعون في التنظيم السري للإخوان عددهم يذكر. لكنه بقايا أكاذيب في الدول التي طرق أبوابها الربيع العربي، ولكنه لم يدخل، على حد تعبير صديقي الصحفي الشهير نضال منصور. فالإخوان في الأردن يدافعون عن الحريات بضراوة ويطالبون بدولة مدنية ديمقراطية.. إلخ. مثلما كانوا يرددون في مصر قبل الثورة بالضبط وانقلبوا عليه بالكامل.

ومع ذلك، فقد تراجعت شعبية التيار الإسلامي عموماً في الأردن، ليس فقط لأنهم منذ زمن طويل كانوا جزءًا علنياً من الحراك السياسي. ولكن السبب الأقوى هو ما فعلوه بالدول التي حكموا فيها، وعلى وجه التحديد مصر وتونس. وهذا جعل قطاعاً لا يستهان به، ليس على استعداد لأن يجربهم. فيكفي أنه يرى وهو في المدرجات المباراة الدموية التي يخوضونها ضد شعبي مصر والأردن.

الجريدة الرسمية