رئيس التحرير
عصام كامل

الوجود الإيراني في سوريا وقصف إسرائيل!


سوريا تقول إنها تصدت لهجوم صاروخي إسرائيلي مساء السبت.. وإن دفاعاتها الجوية أسقطت أغلب الصواريخ المهاجمة! بينما إسرائيل تقول إنها قصفت مواقع في دمشق لمعسكرات لقوات إيرانية و"شيعية"! وأن الأوامر صدرت في إسرائيل باستنفار القبة الحديدية تحسبا لرد الفعل السوري الإيراني!


نحن نصدق الرواية السورية وأن دفاعاتها أسقطت على الأقل الجزء الأكبر من الصواريخ العدوانية الإسرائيلية.. حتى بغير تفاصيل لا عن الأماكن المستهدفة ولا عن أنواع المضادات التي استخدمت، وهل هي الصواريخ الروسية "إس 300" أم غيرها..

ما يعنينا الآن أن العدوان الإسرائيلي بات يتكرر كل حين.. وغالبا يتزامن مع هجمات للجماعات الإرهابية أو تحرك للقوات التركية أو بعد هجوم للتحالف الغربي يصيب أكثر في الجانب السوري وليس الجانب الإرهابي! بما يؤكد تكامل الأدوار كلها ضد الشقيقة سوريا..

وجزء من العدوان المتكرر يستهدف القوات الإيرانية فعلا التي حتى اللحظة وتبدو وكأنها غير موجودة.. وإن كانت إيران استولت في الخليج على سفينة بريطانية واعتقلت طاقمها ردا على ما فعلته بريطانيا في جبل طارق ضد سفينة إيرانية.. وإن كانت إيران أسقطت طائرة أمريكية متطورة جدا ولم تتركها تعربد في سماء إيران، وكان الحادث أصلا اختبارا لقدرات إيران العسكرية..

لذا يبدو السؤال: لماذا تنتظر إيران على العدوان الإسرائيلي المتكرر وتتحلى بالصبر؟ هل تخشى من فخ اندلاع حرب واسعة؟ كيف ذلك وهي المعتدى عليها؟ وإن كان في الأمر استدراج لإيران فلماذا لم تتحل بالصبر مع بريطانيا والولايات المتحدة؟!

الإهانة تلاحق الوجود الإيراني في سوريا.. وسوريا العربية الجريحة تضطرها الظروف وأولها تخلي أشقائها العرب عنها بل إن بعضهم شارك ضدها وبما يلزمنا بالرفق في الحكم على الصبر السوري.. لكن لا مبرر على الإطلاق للصبر الإيراني!

اقصفوا إسرائيل.. ولن تتحمل دفعتين أو ثلاثة حتى على مواقع في الجولان المحتل.. سينتفض العالم وسيرتبك الداخل الإسرائيلي وستتأثر السياحة هناك.. عندها لن يتكرر العدوان أبدا.. أما الفرجة تليها الفرجة وكأن لا شيء يحدث وبخلاف الإهانة فلا نرى مبررا لذلك.. إذ إن أمن إسرائيل وراء كل التحركات الأمريكية في المنطقة وليس النفط.. الذي لم يهدد وصوله لأمريكا وبأسعار تفضيلية وطويلة الأجل اصلا!
الجريدة الرسمية