إنه بن لادن.. جيش أولاد الزعيم
الطريق إلى تنظيم القاعدة لم يكن سهلًا، مع كل عام كانت أفكار "أسامة بن لادن" تتبلور بشكل أكثر تشددًا، فالبداية أن الدين الإسلامي مُهان على أيدي الجميع، ثم التطوع في محاربة الاتحاد السوفييتي لمقاومة الطغيان، ثم التفكير في إنشاء جيل من المقاتلين واتباع النظرية الكلاسيكية بالإنجاب وقد بدأ هو بنفسه.
زوجته "نجوى بن لادن" تروي قصة طلبه للزواج للمرة الثانية فتقول «اختار "أسامة" حملي الخامس ليخبرني إنه يريد أن يتزوج وقليلات هن من يفرحن رغم أن التعدد من الشريعة الإسلامية، وأدركت برغم انزعاجي أنني أكثر حظًا من كثيرات فقد سمعت عن أزواج سعوديين يتزوجون بنساء أخريات دون أن يناقشوا المسألة مع زوجاتهن، لهذا شعرت بالارتياح عندما وعدني "أسامة" بعدم إدخال أي امرأة أخرى إذا لم أوافق على قراره.»
وتضيف بعد هذا الطلب «أعتقد أنه أراد ذلك تمثيلا بنبينا وأنا برغم معتقداتي الدينية القوية مازلت مترددة حيال ما يطلبه وهدأ زوجي روعي بأنه لن يؤذي قلبي وبقيت الأمور أشهرًا، وفي إحدى الأمسيات كشف عن أسراره الدفينة، معترفًا بأن هدفه الحصول على أولاد عديدين لخدمة الإسلام، ووجدت نفسي مسترخية لأنه لا يبحث عن زوجة لأنه ليس سعيدا معي بل من أجل مصلحة الإسلام الكبرى، وأدرك "أسامة" في نهاية النقاش أنني بدأت أرى الحكمة من كلامه، وذكرني بلطف قائلا سترضين الله إذا رضيت من قلبك بأن اتخذ زوجة ثانية، من المؤكد أن حياتك ستنتهي في الجنة»
اقتنعت "نجوى بن لادن" بحديث زوجها بقولها «هدأت السكينة إلى نفسي وأنا أشعر بأن موقفي المتفهم سيزيد من صلاح حياتي، وشعر "أسامة" بالراحة للمضي في قرار زواجه، وتزوج ولم أحضر الزواج، لكن المراسم جرت وفق الدين وكانت زوجته الثانية سعودية واسمها "خديجة" وتكبر "أسامة" ببضع سنوات، وتنحدر من عائلة كبيرة واحتجت بعض الوقت لكي تقاسمني امرأة في زوجي، وقال "أسامة" إن عليه من الآن الالتزام بتعاليم الإسلام المتعلقة بتعدد الزوجات، وسنعامل أنا و"خديجة" على قدم المساواة وهذا يعني أننا سنتقاسم كل ما لدى زوجي بالتساوي أفكاره ووقته وحتى هداياه»
وتكمل «عرفت إنه بسبب تمسكه الشديد بجميع الفروض الإسلامية سيقسم الليالي بيننا وأن على أن أتقبل هذا الوضع، وأعطيت تعليمات لأولادي بتكريم ضرتي واحترامها وعلمتهم أن ينادوها خالتي، وتوافقت الأمور بسلاسة، وبدأت أنا وضرتي نتشارك الزيارات والكتب وقد استفدت من رفقتها، وصرت أنتظر مشاركتها وأصبحنا مع الوقت أصدقاء، وحين ولدت بات أولادها وأولادي أصدقاء..
ولم يمر وقت طويل حتى تدبر "أسامة" أخذنا لباكستان، وبدت "بيشاور" مقارنة بالسعودية مدينة بهيجة الألوان بأزياء تقليدية وثنية وسيارات أجرة، وقد أصبحت "بيشاور" بعد الغزو السوفيتي مخيما للاجئين "البشتون" الأفغان وتكثر فيها النساء اللواتي يرتدين برقعا يغطيها كلها، وعثر "أسامة" على فيلا جميلة ومنعزلة، وأمضينا أشهر الصيف وقال بعدها "أسامة" إنه سيواكبنا لجدة، وحملت وبعد ولادة "محمد" أخبرني زوجي أنه يريد زوجة ثالثة»
لكن الزوجة الثانية لم تكن كافية لـ"أسامة بن لادن" تقول "نجوى غانم": « في هذا الوقت بحسب "أسامة" سيحتاج الإسلام إلى أتباع جدد وهو يريد المزيد من الصبيان والبنات لنشر رسالة الله، وأشار "أسامة" في هذه المناسبة إنه سيكون مسرورًا لو وجدت له أنا الزوجة فوافقت بعدما فكرت في الموضوع لبضعة أيام، وأخبرني قلبي أنني لو فعلت أمرا مهما له وللإسلام فسيحيا حبي له أكثر، وفي غضون أسابيع التقيت امرأة سعودية من جدة اسمها "خيرية" وهي معلمة ومتخصصة في تعليم الصم والبكم..
وأنا يهمني أن يكون زوجات زوجي ورعات وهي متدينة جدا وأحببتها منذ اللحظة الأولى، وتم الزواج وتركز اهتمامنا على أولادنا الصغار وحزت الاهتمام الأكبر بصفتي الزوجة الأولى، وفي عام 1986 لم تنجب "خيرية" وجاءني زوجي يخبرني بأنه سيتخذ زوجة رابعة، وناقش أفكاره معي لكنه لم يطلب مني أي موافقة صريحة أو مناقشة، وزوجته الجديدة شقيقة أحد المحاربين السعوديين في أفغانستان، وعائلتها من المدينة واسمها "سهام"، لم أحضر المراسم برغم أنني ساعدتها على الاستقرار في منزلنا».
المثير للضحك في نظرية "أسامة بن لادن" في الزواج وإرادته تكوين جيش من المقاتلين معتمدًا على حيواناته المنوية فقط، أن معظم أولاده باستثناء "حمزة" وقد أنجبه في أواخر حياته، اختاروا السلام بداية من ولده الأكبر "عبد الله" الذي سافر للسعودية ومرورًا بعمر الذي اختار السلام وكره الحرب وهاجم والده كما يتضح من حواره مع «جين ساسين»
