رئيس التحرير
عصام كامل

مقولة الإمام "محمد عبده" !


في فوائض أموال الأغنياء تكمن سعادة الفقراء، ومن ثم فقد جعل الله الزكاة فريضة لا تتم من دونها قواعد الإسلام، ولا تتحقق في غيابها العدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعي؛ فالمحرومون والسائلون لهم حق معلوم في أموال الأغنياء والقادرين..


ومن عجب أن نجد هذا المعنى متحققًا في الغرب بدرجة أو بأخرى؛ ذلك أن رجال أعماله وأغنياءه يعرفون جيدًا المعنى الحقيقي للوظيفة الاجتماعية لرأس المال، ويسعون لتحقيقها طواعية وبشفافية تثير الدهشة..

وهم في مسعاهم هذا إنما يحققون مقاصد الأديان ويستلهمون روح الإسلام الذي لم يترك أمر الفقراء لضمائر الأغنياء، بل جعل إخراج النصيب المعلوم من أموالهم فرضًا وإنفاق ما زاد على ذلك أمرًا مستحبًا يثاب فاعله.. وهو ما يستدعي لأذهاننا تلك المقولة للإمام "محمد عبده" ذات يوم" رأيت في الغرب إسلاما بلا مسلمين وفي الشرق مسلمين بلا إسلام"..

الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: هل يدرك رجال أعمالنا وأغنياؤنا أن لرأس المال رسالة اجتماعية لا يتحقق بدونها الأمان والسلم الاجتماعي.. هل يدركون أنها فريضة غيَّبها البعض عمدًا حتى باتت باهتة تحتاج لإعادة صياغة وتغيير ثقافة حتى يبادروا لأدائها طوعًا كما في كل الدنيا.
الجريدة الرسمية