رئيس التحرير
عصام كامل

كاديلاك


صدمتنى الواقعة صدمة بالغة، كما صدمت الرأى العام وشخصيات مؤثرة في جهات عديدة لست في حل من ذكرها الآن احتراما لرغبتها، وحتى شاهدة الواقعة السيدة "منى هلال" لم تتوقع أن يكترث أحد بما كتبته وصورته تفصيلا، كل هذا الاكتراث، عن اعتداء شخص مفتول العضلات قوى البنيان طويل اللسان استخدم القبضة الحديدية وعبارات الترهيب والتخويف بحجة أنه فلان الخطير.. واعتدى بالضرب المبرح، ضربا مهينا بلطجيا، لمواطن أمام طفليه!


بل وزوجة الضارب وأطفالها الأربعة، داخل سيارتهم الكاديلاك، يتفرجون على أب يضرب أمام طفليه ويجرجر خارج سيارته بسبب ركنة! أحد الطفلين تبول على نفسه من الهلع والبكاء وهو يرى أباه فريسة لهوجان مارينا!

أمام محل سوبر ماركت فتح الله في مارينا، وبجواره محل Tree وقعت الواقعة.

روت "منى هلال" لى عبر التليفون بعد أن قرأت ما سطرته وصورته على صفحتها أن ما روعها هو أن الشخص صاحب أو سائق السيارة الكاديلاك (صورة رقم السيارة موجود والترخيص) ضرب الأب أمام طفليه ضرب (افترا) وقالت فيما كتبته:

"حدث الآن أمام سوبر ماركت فتح الله أمام مارينا الساحل الشمالي صاحب هذه العربة اعتدى بالضرب المبرح والشتيمة والسب على صاحب عربة أخرى فقيرة يخرج من الباركينج.. الأستاذ الأول بيستعجله علشان يدخل مكانه فرد عليه الثاني بكل أدب أمام عيني، قاله حاضر حضرتك الدنيا بس زحمة اديني فرصة بس أخرج من المكان، وأركن مكاني الدنيا ماطارتش، وإذا بالشخص الأول صاحب هذه العربة رقم (.........) نزل وفتح باب العربية الصغيرة وهاتك يا ضرب في الرجل. 

وأمام بكاء أولاده الصغار واستغاثتهم بالمارة بابا بابا بابا الحقوا بابا، وإذا بالطفل الصغير ينزل من العربة وراء والده ليعمل تواليت على نفسه وسط بكاء شديد، ولم يهتز الرجل أمام استغاثة الطفل وبكائه، وما كان إلا أن يقول له أنا هطلع...... اودام ولادك علشان لما اقولك تخرج من الباركينج علشان اركن تخرج بروح... جري علشان سيدك يا....... انت لو عرفت أنا مين هتعمل تواليت على نفسك، طبعًا هو مقلهاش كده قالها بأسلوبه القذر. 

وما كان من الرجل الضعيف إلا أن ينسحب أمام بكاء أولاده الصغار وخوف وسكوت المارة وخوف أمن سوبر ماركت فتح الله.... والنبي اللي يعرفه يوصله أن هيجي اليوم اللي هيضرب فيه قدام أولاده برضو اللي كانوا معاه في العربية وهيبكوا زي ما دول بكوا ويقولنا هو ابن مين في مصر علشان احنا كمان نخاف ونعمل (..... ) مكانا...  ياريت يفرغوا كاميرات سوبر ماركت فتح الله ومحل اسمه TREE لمشاهدة الواقعة كاملة".

هذا نص ما كتبته... وقد حذفت بنفسي من نصها رقم السيارة ونحتفظ به، ومن لحظتها أتابع الواقعة وتلقيت اتصالا من شخصية قضائية مهمة آلمها بكاء الطفل لإهانة أبيه وتبوله على نفسه، وطلبت معلومات عن ملف صاحب السيارة.. ورغم أسماء عن أن "أيمن عبد العزيز نور" هو مالكها الأصلى وباعها لشخص آخر.. لكن لم يقطع أحد بعد بأن هذه السيارة ذاتها هي التي باعها أيمن نور، ثم من المالك التالى... وهل الشخص المنسوب إليه قصة البلطجة هذه هو سائق فحسب أم مالك.

وعلمت أن إهانة الأب وضربه وأسلوب الإجرام الذي وقع محل اهتمام أمني بالغ، وأنه بالفعل تم تفريغ كاميرتى محل فتح الله.. للوصول للشخص المفترى.. أما المفترى عليه.. فقد اختفى تماما ونتمنى أن يحصل على الأمان الكافى ليظهر ويدلى بأقواله.

هل هذه البلطجة هي آخر ما تراه مصر حاليا من مظاهر الاستقواء على الناس، واستخدام العنف المدنى؟ هل سبقتها مظاهر مماثلة تسحق فيها كرامة المحترمين في هذا الوطن؟ هل القانون سيد في هذه الدولة أم خادم لأهواء المستقوين على خلق الله؟ اهتمام الدولة والحكومة بضبط الشارع المصرى وتنفيذ القانون بصرامة يعيد الطمأنينة للصدور ويحفظ للناس كرامتهم.. وحياءهم.. أليس ماجرى هو الوجه الآخر للإرهاب بالأحزمة الناسفة والمتفجرات؟
البلطجة والإرهاب وجهان لعملة واحدة.. ونتابع معكم التفاصيل..لاحقا
الجريدة الرسمية