رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إنه بن لادن.. زوجة "أسامة" تتحدث


بالتزامن مع حوارات "عمر بن لادن" المطولة، لجأت "جين ساسين" في كتابها «إنه بن لادن» إلى زوجة تنظيم القاعدة الأولى، "نجوى غانم"، ولا أعرف هل هذا سببه أنها الزوجة الوحيدة التي ارتضيت الحديث أم أن المحررة لجأت للزوجة الأولى باعتبارها الشاهدة الأكثر عمقًا عن شخصية «الشيخ» وتطوراته من فتى إلى زعيم إرهابي.


وقبل الغوص في نظرة «نجوى» لزوجها علينا أولًا أن نعرف عالمها هي، وهي تعرفه فتقول «عشت أنا وأهلي في فيلا صغيرة باللاذقية بسوريا وهي منطقة ساحلية، وفي بيتنا حديقة صغيرة، وكان الجو حميميًا أنا وإخوتي من آل غانم، وفي مراهقتي لم توافق أمي على أسلوب ارتداء ملابسي فهي امرأة مسلمة تغطي شعرها بوشاح وترتدي ملابس تلفها من عنقها إلى أخمص قدميها، لكني رفضت أن أغطي رأسي أو ارتداء فساتين تغطي ذراعي، وأنا الآن خجلة لأنني سببت لها كل هذا الأسى لكن بمجرد بلوغي مرحلة الثانوية لم يكن هناك سبيل لمعارضة أمي».

ثم تكمل "نجوى غانم" قبل أن تصبح نجوى "بن لادن": « كانت مدرستي مخصصة للبنات فقط وشكلت المدرسة لذة تفتح الذهن كما أحببت ركوب دراجتي الملونة، وأهرب مع أشقائي للعب في الخارج» تلك نبذة عن حياة الزوجة الأولى لـ«الشيخ» ونستطيع القول إنها نشأت في بيئة محافظة ومتشددة في أحيان أخرى، بيئة ترى زواج المرأة مبكرًا صونًا لها، وتتم الزيجة دون مشاهدة بل من خلال الأمهات كما سنوضح لاحقًا، بالإضافة إلى اعتبار نجوى" أن لبسها فستانا وهي في المرحلة الإعدادية نوع من الخروج عن المألوف رغم أنها لا زالت طفلة.

أفكار "نجوى بن لادن" لا تقف عند هذا الحد، فهي صنيعة بيئتها، لهذا ترى في الزوج الملاذ الأول والأخير، الطلاق بالنسبة لها مصيبة، المكوث في البيت وتربية الأطفال مهمتها المقدسة، وكل ما يمكن قوله عن المشاعر يكون بعد الزواج، وأي تعليم ليس ضروريًا، تلك الأفكار في رأيي هي من جعلتها زوجة صالحة لـ"أسامة بن لادن" ولكن كيف تعرفت عليه.

تقول هي عن قصة تعارفها بـ"أسامة بن لادن" ابن عمتها: «عمتي "عليا" والدة "أسامة" اشتهرت بلطفها وسمعت عرضا من أهلي إنها تزوجت "محمد بن لادن" وهو متعهد ثري في السعودية أصبح زوج عمتي الأول، كان زواجا قصيرا أسفر عن صبي اسمه "أسامة" وعرفتهم جميعا وكان "أسامة" جزءا من ذلك، وما إن أصبحت في الثامنة بدأت الذكريات تعلق في ذهني، بدا "أسامة" أكبر بكثير من سنه ربما لأنه الصبي الجدي وصاحب الذمة وشكل لغزًا لعائلته لشدة هدوئة ولطف مسلكه».

وتكمل "نجوى بن لادن" رسم صورة "أسامة" صغيرًا: «كان فخورًا بنفسه لكنه لم يكن متغطرسا، لطالما بدا رقيقا بلا ضعف، ورزينا بلا قساوة، وهو بالتأكيد مختلف وكان يناولني عناقيد العنب حين نخرج للأشجار لآكلها، وحين توفى والد "أسامة" سبتمبر 1967 بعد سقوط طائرة صغيرة يستقلها حزن "أسامة"، فقد كان يحب والده حبا عظيما، وكن له الاحترام وبات أكثر انكسارا».

كلام "نجوى" قد يكون لحظيًا لأن "أسامة بن لادن" في حديثه عن والده أظهر عدم تعلقه به.

وتكمل "نجوى": «أول سنوات مراهقتي أخذت العواطف تجري بيني وبين ابن عمتي، ولم أكن متأكدة مما يحصل لكني عرفت بوجود علاقة خاصة بين "أسامة" وبيني، لم يتفوه هو بأي شيء لكن عينيه البنيتين أخذتا تشعان السرور كلما دخلت الغرفة وسرعان ما تغيرت حياتي».

وعن خطة الزواج تقول "نجوى": «في ثقافتي تتزوج معظم الفتيات باكرًا ومن الشائع زواج الأنسباء المباشرين لأنها تحافظ على سلالة العائلة، اعتقدت أن "أسامة" يحبني، لكن لم تدر بيننا أي مناقشة صريحة، وسرعان ما أصبح صمته مغيظا، أردته أن يقول شيء، أن يسر لي إنه سيفاتح أهلنا لكنه ظل عنيدًا، لكن أخيرًا وقد أصبحت في الرابعة عشر استجمع "أسامة" شجاعته وحصل ذلك بعد زيارة صيفية لمنزلنا، وناقش فكرة الخطوبة مع والدته، وسرت عمتي "عليا" لاحتمال الزواج بين ابنها وابنة أخيها، والنساء في عالمي الإسلامي هن اللواتي يشرعن عادة في العملية الشاقة، التي هي تدبير الزيجات».
Advertisements
الجريدة الرسمية