رئيس التحرير
عصام كامل

«سجانة.. ركلام.. نجمة فنية».. محطات في حياة قبيحة السينما «ماري باي باي»

فيتو

«القبول والبهجة لا علاقة لهما بجمال الملامح ولكنها خفة الظل والروح العامل الأهم في قبولك لشخص وانجذابك نحوه».. هذا ما ينطبق على الفنانة الراحلة «ماري باي باي»، الكومبارس الأشهر في تجسيد دور المرأة الدميمة قبيحة الوجه التي يهرب من أمامها الرجال.


فقد كان لها نصيب كبير من اسمها الحقيقي، رغم قصر أدوارها الفنية في العدد والمساحة، فإنها استطاعت وعن جدارة رسم البهجة على وجه كل متابعيها، حيث إن مجرد ظهورها على المسرح أو شاشة السينما أو التليفزيون كفيل بإجبارك على الضحك من القلب.

إنها «بهيجة محمد على» والتي اتخذت فيما بعد لنفسها اسمًا فنيًا يناسب مرحلة العصر الذي كانت تعيش وقت الاحتلال الإنجليزي لمصر، فعرفها الجمهور باسم «ماري باي باي»، ولتحول الاسم قصة طريفة كشف تفاصيلها الفنان سمير صبري في برنامجه «ماسبيرو»، المذاع على فضائية TEN.

قال الفنان سمير صبري، إن الفنانة الراحلة «ماري باي باي»، بدايتها لم يكن لها أي علاقة على الإطلاق بمجال عملها الفني التي عرفت به، فلم تكن «ماري باي باي»، والتي كانت تحمل اسم «بهيجة محمد علي» وقتها سوى سجانة في سجن النساء، تزوجت من سجان أيضا، ثم انفصلت عنه قبل أن تبدأ مشوارها الفني في كازينو «بديعة مصابني».

 فكانت تقوم بدور «الريكلام»، في فترة دخول الجنود الاحتلال الإنجليزي إلى الكازينو بعد منتصف الليل، وبعدها تجالس أحدهم وتغازله ليفتح لها زجاجات «الويسكي»، وبعد وقت معين تستأذنه في الذهاب لقضاء أمر ما، وقد عرفت نفسها له باسم «ماري»، ومن ثم تغادر الكازينو، وحينما تتأخر يسأل عنها الجندي الإنجليزي: «أين ماري؟!»، فيجيب عليه العاملون في الكازينو: «ماري باي باي»، أي أنها غادرت المكان، ومن هنا عرفت بهيجة باسم «ماري باي باي».

محطة تالية في حياة الراحلة «ماري باي باي» الفنية، وهي عملها في السينما الذي جاء بمحض الصدفة، فأثناء تصوير الفنان الراحل يوسف وهبي لأحد مشاهده في فيلم المهرج الكبير طلبت منه أن تمثل في السينما، فأسند لها دور كومبارس في الفيلم، وبعدها ضمها لفرقة رمسيس المسرحية التي كان مؤسسها.

مشهد بمثابة بطاقة تعريف «ماري باي باي» لجمهورها، فلا أحد ينسى المشهد الشهير في فيلم «مطاردة غرامية» الذي جمع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، مع إحدى السيدات وأثناء سيرها أمامه قام بمعاكستها بعبارته الشهيرة « مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية.. لتلتفت إليه فيفاجا بامرأة دميمة، قائلًا: لا مؤاخذة يا خالتي.. خالتك؟ أنا خالتك يا معدوم الضمير يا معدوم النساء؟ يا عسكري».

وبعدها توالت عليها الأدوار التي لم تتخط مساحة الكومبارس، ولكنه في نفس القالب، المرأة الدميمة أو القبيحة التي يهرب منها الرجال، ومن أهم أدوراها أفلام كيلو 99 وعاشور قلب الأسد وإسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.

وشاركت ماري باي باي في عدد من الأفلام مثل: النمر، الآنسة ماما، جعلوني مجرمًا، مطاردة غرامية، لسانك حصانك، نهارك سعيد وغيرهم، كما عملت أيضًا في المسرح مع ثلاثي أضواء المسرح، وكان آخر أفلامها فيلم الراية حمرا عام 1994 وكانت تقوم بدور فتاة ليل مع فيفي عبده وعادل أدهم وممدوح عبد العليم وسماح أنور.

الراحلة «ماري باي باي» رغم أنها لم تكن يومًا من مصاف نجوم الصف الأول، فإنها عرفت، بدفاعها المستمر عن المهنة، ومن أبرز مواقفها عندما اعترضت على القانون رقم 103 عام 1987 الخاص بتنظيم عمل النقابات الفنية الثلاث للعاملين بالمهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية.

واعتصم عدد من الفنانين داخل مقر نقابة المهن السينمائية بشارع عدلي، وعقد الفنانون وقتها أكثر من جمعية عمومية ومؤتمر وأجبروا الحكومة على سحب مشروع القانون وتعديله.

ولدت الفنانة الراحلة «ماري باي باي»، باسم بهيجة محمد علي في 29 يوليو عام 1917، وتوفيت عن عمر ناهز الـ80 عاما في 5 أكتوبر سنة 1997.
الجريدة الرسمية