رئيس التحرير
عصام كامل

الكأس لمصر


فاز المنتخب الوطنى الجزائرى الملتزم بكأس البطولة الأفريقية عن جدارة، وفازت مصر شعبا وحكومة بالبطولة نفسها، ليس هناك شيء مثالى إلا أن ما حدث على أرض الكنانة اقترب من الكمال، تنظيم مدهش، وافتتاح وختام مذهل، وما بينهما سار وفق مخطط بارع، وأداء إنسانى عالٍ، وتخطيط علمى دقيق، أثبت أن لدينا القدرة على الإسهام الحضارى، رغم كل الظروف التي تحيط بنا وبمنطقتنا.


وسائل الإعلام العالمية التي استهواها لسنوات متابعة أخبار الإرهاب في مصر، غيرت وجهتها وفلسفتها.. تنقل الإعلاميون من كافة أنحاء العالم بين السويس الباسلة، والإسماعيلية الهادئة، والقاهرة الصاخبة، وهم يلتقطون صورا وفيديوهات عن حياة المصريين، الذين يعيشون الحياة كما تعيش شعوب العالم المتحضر، دون خوف أو رهبة أو إحساس بعدم الأمان.

استوعبت فنادق مصر ولوكانداتها البسيطة كل من جاء، عاشوا معنا في الشوارع والحوارى والميادين، أكلوا مما نأكل، وشربوا من النيل العظيم، وزار القاهرة نجوم كانت كلفة استقطابهم أو اجتذابهم لزيارتنا ملايين الجنيهات، جاءوا لهثا وراء الساحرة المستديرة، وطافوا وشافوا كيف تعيش بلاد أخذت على عاتقها حربا مقدسة ضد الخراب والدمار، والإرهاب الأسود الذي صنعته عواصم لاتزال تتغنى بمواجهتها له.

جملة ما حصلنا عليه من تنظيم البطولة يفوق الأرقام، ويرسخ لصورة ذهنية عظيمة عن بلاد الحضارة، ويقدم لشعوب العالم رمزا مهما للإرادة والقدرة على العمل من أجل الإنسانية، ويقدم مصر إلى عمقها الأفريقي، باعتبارها قدرة وقيمة مضافة إلى القارة السمراء، ومشهدا حضاريا عن القارة كلها، وليس مصر فقط، ما جنيناه من أرباح معنوية لم يكن ليحدث مهما فعلنا من عقد مناسبات واستضافة نجوم وسياسيين.

زار مصر رؤساء وقادة، وتزين إستاد القاهرة بسفراء وأمراء ونجوم عالميين، قادة الكاف والفيفا، واتحادات الكرة بعموم أفريقيا، ورؤساء حكومات، كلهم جاءوا إلى هنا، إلى أرض يحرسها الله بعنايته، وينعم اهلها بالسكينة والهدوء والاستقرار، ويقدمون أنفسهم لضيوفهم رموزا للمحبة والتضحية والكرم، ما جنيناه يفوق ما سوف يشكك فيه بعض الكارهين والحاقدين.. سلمت مصر وسلم شعبها من كل سوء.
الجريدة الرسمية