رئيس التحرير
عصام كامل

إلى شعب الجزائر الشقيق


الجزائر ومصر تاريخ لا ينسى حيث عاشت العلاقات المصرية والجزائرية عمر طويل من الإخاء والعمل المشترك، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة عام 1954، ولا ننسى موقف الرئيس "هواري بومدين" الداعم لمصر سياسيًا وماديًا، بعد هزيمة 1967 حتى النصر في 1973، حيث شاركت القوات المسلحة الجزائرية في الحرب، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع الاتحاد السوفييتي، وأعطاهم شيكاـ وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه نظير إرسال السلاح إلى مصر.


العلاقات بيننا وطيدة لا يمحوها الزمان، ولن ينساها التاريخ لبلد أصيل وشعب شقيق له تاريخ، ولا يمكن أن تكون الرياضة أو أفعال فردية غير مسئولة سببا لتعكير صفو العلاقات بيننا وبينهم.

ولا شك أن هدف أي نشاط الرياضي هو استغلال أفضل للطاقات البشرية، في إطار الاحترام المتبادل والأعراف ، على أن يتم استغلال هذه الطاقات بالصورة التي تجمع الناس على هدف واحد لا أن تفرقهم. ولقد قامت مصر ببذل مجهود كبير خلال فترة تنظيم مباريات كأس الأمم الأفريقية، بما يليق بها من تاريخ ومكانة، لتسير الأمور بالصورة اللائقة لضيوفنا من الدول العربية والأفريقية.

ولا شك أن ما حدث من ممثل المنتخب الجزائري بعدم التقدم لمصافحة السيد رئيس الوزراء ووزير الرياضة خلال تسلمه كأس البطولة ترك أثرا لا يليق أبدا، ولا يعبر عن الأخوة في الجزائر بالطبع، ولا يناسب الصورة التي سعد بها المشاهدون في نهاية البطولة، حيث كانت لقطة مؤلمة للمشاهد، حين كان السعادة تملأ الوجوه، ومن المؤلم أيضا أن هذا الفعل ليس من شخص عادى إنما من ممثل المنتخب الشقيق.

كنت أفكر هل مسمى "محاربي الصحراء" كان له أثر سلبي على سمعة الفريق؟ يشعرون مثلا كأنهم في حرب ، وكنت أتمنى أن يتم اختيار مسمى آخر سلمى يضفي الإيجابية والحافز، بعيدا عن مسميات الحروب التي تقطع أواصر المودة بين الناس، وللأسف أعلنت دولا أخرى حالة القلق من جراء أفعال المشجعين للفريق الجزائري على أراضيها، وتكبدها خسارة كبيرة من أعمال العنف في ممتلكات المواطنين.

عزيزي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أرجو ألا يترك هذا العمل أي أثر في النفس، وكفى أن وجودك المشرف والصورة الإيجابية التي كانت مع رئيس جمهورية الجزائر المؤقت حين كانت اليد باليد، وظلت ابتسامتك مشرقة بعد الموقف، وهى كفيلة بالرد، بل هي أبلغ رد على كل من يعكرون صفو العلاقات بيننا، لتظهر بالصورة التي تليق ببلد بحجم وطننا مصر، ولن تكن علاقاتنا ابدا رهنا لفعل فردى تجاه الذين يقدرون كرامة الشعوب ويقدرون ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

سنظل نعلم أبناءنا ليكونوا على قدر المسئولية، وأعين لمواطن الفتن العابرة التي تسعى للنيل من وحدتنا وقوتنا، وستبقى مصر والجزائر أشقاء للأبد.
الجريدة الرسمية