رئيس التحرير
عصام كامل

صالح جودت يكتب: أتمنى على الثورة

فيتو

في مجلة المصور عام 1955 كتب الشاعر الصحفى صالح جودت مقالا في الذكرى الثالثة للثورة قال فيه: رأيت في إحدى الصحف صورة عظيمة نشرت في مناسبة احتفال روسيا بمرور 38 عاما على قيام الثورة الحمراء.


رأيت نعش القصصي الروسي مكسيم جورجى يوم وفاته محمولا على أكتاف ستالين ومولوتوف، ورأيت قبل ذلك في لندن قبور أعلام الشعر والأدب قائمة ولوحاتهم ناطقة وتماثيلهم منصوبة في وستمستر ابيبى.. أعظم أبنية لندن بين القلعة ودار البرلمان.

تأملت تلك الصورة ورجعت بذاكرتى هذه القبور واللوحات والتماثيل، ثم سألت أصحابى وزملائى، وكلهم صفوة مثقفة.. فهل يعرف أحد منكم مكان قبر أحمد شوقى أو حافظ إبراهيم أو عبد العزيز البشرى أو خليل مطران؟
وهل سمعتم أن وزيرا من وزراء العهود السابقة قد تنازل فحمل على كتفه نعش شاعر أو أديب.

أتمنى على الثورة أمنية عزيزة.. أتمنى عليها أن تكرم الراحلين من اعلام الشعر والأدب وتحتضن الاحياء منهم لتجعل للأولين مكانا يؤمه الناس وتعرفه الأجيال وتفسح للآخرين مكانا في قلب الثورة، ويحسون فيها روحها النابضة ويكتبون شعرها وأدبها وفلسفتها للجيل القادم والأجيال القادمة.

نحن لا يكفينا أن تكتب أقلام الصحفيين ريبورتاجات عن جهود هذه الثورة ونتمنى أن تحتضن الثورة طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد رامى وعبد الرحمن الرافعى وعزيز أباظة وأحمد حسن الزيات وغيرهم.

وأتمنى أن تكرم مكانتهم في الحياة وتضع على صدورهم الأوسمة والنياشين لتكون أرواحهم وأحلامهم مسئولية الثورة.
لقد مات إبراهيم ناجي حزينا آسفا بعد أن أخرج من وظيفته لأنه غير منتج كطبيب، لكنه كان يمكن أن يكون منتجا كأديب وشاعر وحامل شعلة وضاءة في طريق الثورة.
فلو أن الثورة احتضنته وأفسحت له مكانا في المجمع اللُّغوى مثلا أو في دار الكتب أو الإذاعة لكان شأنه شأن آخر.
أتوجه إلى الرجل الذي يحمل في عنقه أمانة الثورة أمام التاريخ.. إنه جمال عبد الناصر.
الجريدة الرسمية