رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ابنة حارس العقار تتحدى الصعاب وتحصل على 97% في الثانوية (فيديو)

فيتو

لم يكن طريق دعاء عبد الباسط ابنة محافظة المنوفية الحاصلة على 97% في الثانوية العامة، للتفوق مفروشًا بالورود، فقد ولدت لأسرة أمية بالكامل أبويها لا يستطيعان فك الخط، وأخوها الأكبر خرج من الصف الأول الإعدادي بعدما فشل بها، وقرر أن يعمل فرانا ويساعد أبيه الذي يعمل كحارس لأحد العقارات في منطقة عين شمس بالقاهرة.


ورغم نشأتها في أسرة لا تجيد القراءة ولا الكتابة، إلا أنها قررت أن تنير عقلها بالعلم، وعاشت رفقة أهل والدتها في المنوفية، والتحقت بالمدرسة الابتدائية بالمحافظة وكانت الأولى على مدرستها وحاول أبوها أن يقنعها بالاكتفاء بوصولها للصف الثالث الإعدادي لعدم استطاعته تحمل نفقات الثانوية العامة لكن مع إصرار الفتاة على أن تكمل حلمها رضخ لقرارها.

وترك الوالد عمله بالقاهرة وذهب ليعيش في المنوفية ليكون مع ابنته، ومع غلاء المعيشة لم يستطع الأب أن يتكفل بنفقات الحياة فقرر أن يترك ابنته مع أهل والدتها الذين يقدسون العلم، في المنوفية ويذهب رفقة زوجته إلى القاهرة ليعمل حارس لأحد العقارات بمرتب شهري 500 جنيه.

"اشتغلت في القاهرة بواب لعمارة وبدأت في غسيل والسلالم عشان اجمع فلوس من أي مكان بالحلال وأبعتهم لابنتي كل أول شهر تصرف على دروسها وتعليمها وكنا بنوفر لها كل اللي هي عاوزاه عشان ما تحسش إنها أقل من حد" بصوت يملؤه الفخر والإعزاز بدأ الأب يسرد قصة كفاحه لتوفير نفقة تعليم ابنته.

وبدأ الأب يعمل ليلا ونهارا، فبجانب عمله كحارس لأحد العقارات كان يتجول في الشوارع القريبة والجراج لينظف السيارات، وكان يبيت معظم الأيام رفقة زوجته دون عشاء لكي يوفر الـ 1000 جنيه لابنته بداية كل شهر تكاليف دراستها ومعيشتها، رغم إصابته بحساسية الصدر وأصبحت بخاخة التنفس لا تفارق جيبه.

وعلى الجانب الأخر كانت "دعاء" تعوض غياب أهلها عنها وتشعر بكفاحهما من أجلها فأخذت على عاتقها أن تحقق حلمهما، فكانت تواصل الليل بالنهار على المذاكرة وكلما أحست بالتعب تضع أهلها وكفاحهما نصب أعينها وتشحن طاقتها لتعود من جديد للمذاكرة.

وتقول دعاء " أهلي عمرهم ما حرموني من حاجة ولا حسسوني إني أقل من حد بالعكس كل طلباتي كانت مجابة"، فكان العناء الوحيد بالنسبة للفتاة هو البعد عن الأهل الذي لا يوجد شيء يعوضه.

ومع إصرار دعاء على أن تجعلهما فخورين بها، واجتهادها استجاب القدر، لتحقق طالبة الثانوية العامة حلم الفتاة الطامحة، وبعزيمة قوية وثقة في عدل الله سبحانه وتعالى ورحمته استطاعت الفتاة تفتيت الصخرة التي تتحطم عليها أحلام وطموحات طلاب الثانوية.

وتعالت زغاريد الأم فور علمها بنجاح ابنتها في الثانوية، وقالت "أنا فخورة قوي ببنتي وكنت عارفة أن تربيتنا في محلها وتعبنا مش هيضيع هدر وربنا عالم اننا كنا بنتعب قد إيه عشان ما نحرمهاش من حاجة".

وترى "دعاء" أن درجتها في الثانوية العامة مجرد خطوة لتحقيق حلمها الكبير وهو الالتحاق بكلية الصيدلة، وقبولها بإحدى البعثات العلمية للخارج لتستطيع فيما بعد أن تبتكر أدوية لأمراض لم يكتشف له علاج لتعود إلى مصر وتفيدها بعلمها الذي اكتسبته في بعثاتها الخارجية.

وعن تكاليف كلية الصيدلة قال والد دعاء إنه لا يستطيع منعها من تحقيق حلمها وسيضاعف من عمله كي يكون سندا لها، ولا يستطيع أن يطلب شيء من أحد إلا من الله عز وجل وأن يعينه على قضاء حوائجه.

Advertisements
الجريدة الرسمية