رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد الديب يكتب: كارثة نتائج الثانوية العامة !

أحمد الديب
أحمد الديب

تشير محركات البحث على مواقع الإنترنت إلى أن ملايين الأسر المصرية تجرى عمليات بحث على مدار الساعة، للاستفسار عن نتيجة الثانوية العامة ومعرفة موعد إعلانها، فضلا عن خلق حالة من القلق والاضطراب النفسى لأكثر من 750 ألف طالب وطالبة، بسبب قلق أسرهم.


وفى الحقيقة هذه العادة تسجل في تاريخ الأسر المصرية منذ قديم الزمن، انتظارا لمعرفة النتيجة، والتي كانت تعلن عبر الإذاعة الداخلية للمدارس، وكثيرا ما رأينا حالات الإغماء وإصابة أولياء الأمور بأمراض مفاجئة لحظة إعلانها، وغالبا قبل إعلان النتيجة بأسبوع تنزل التكريمات على الطالب "لو جبت 95 % هجبلك موبايل وهتروح أسبوع تصيف مع صحابك" وغيرها من الإغراءات، وكان ومازال حلم كل أسرة هو إلحاق أبنائهم بما يسمي كليات القمة وخصوصا الطبية والهندسية، وكأن من يلتحقون بباقى الكليات الأخرى "عار" وبرغم أن العالم تغير حاليا، وقامت في مصر ثورتين، فإن المصريين لم يتغيروا في  نظرتهم للثانوية العامة "بعبع البيوت المصرية".

 الآن مجموع الثانوية العامة لم يعد مقياس تحديد مستقبل أي طالب، فالمئات من الذين التحقوا بكليات الطب الآن يندمون على الدراسة بها، لأنها تفوق قدراتهم العقلية، والدراسة بها تحتاج إلى قدرات خاصة، وعلى الجانب الآخر هناك طلاب التحقوا بكليات كانوا يحلمون بها، وكان لأسرهم عامل قوى في مساندتهم لنيل ما يحبونه، وهم الآن من رموز المجتمع المصرى وخاصة من الشباب، ومنهم أكرم عبد اللطيف أول رائد فضاء مصرى من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، وحسين عادل فهمى بالهندسة أفضل استشارى في أوروبا، وغادة والى أفضل مصممة جرافيك في العالم، ومينا بخيت أفضل مبدع في مجال الصحة عالميا وفقا لتصنيف مجلة فوربس الأمريكي، فضلا عن العشرات من النماذج الشبابية الناجحة والمشرفة لمصر في الخارج، وجميعهم لا تزيد أعمارهم السنية على 35 عاما وشاهدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي يكرمهم في منتديات الشباب.

ياسادة.. أعطوا أبناءكم الحق في اختيار مصيرهم وكليتهم وقدموا النصيحة، هناك التخصصات الجديدة التي يبحث عنها سوق العمل الدولى وتشرفت بحضور أحد المؤتمرات ببرلين،  والذي ناقش احتياجات سوق العمل الدولى لوظائف جديدة جميعها تخصصات فنية وهندسية وجرافيك وفنون ودوائية وغيرها من آلاف الوظائف ولم يشترطوا فقط كليات القمة.

السوق في مصر أصبح في حاجة إلى عقلية شبابية نابغة، توجد في كل طالب بالثانوية العامة، فقط هم يحتاجون إلى التوجيه السليم وليس إلى "حرقة الأعصاب" التي لن تفيد أي طالب، في أن يصبح ذا قيمة لنفع مجتمعه ورفع اسمه في الخارج، وليعلم الجميع أن عصر كليات القمة انتهى والآن أصبحنا نبحث عما يؤهل لاحتياجات سوق العمل من تخصصات جديدة معلنة، وبدل من أن نبحث كل ساعة عن نتيجة الثانوية العامة، فلنبحث عن تلك التخصصات وكيفية الالتحاق لدراستها بالكليات المصرية.
Advertisements
الجريدة الرسمية