رئيس التحرير
عصام كامل

"أسبوع" تساقط الفانتوم !


كان حائط الصواريخ قد انتهى، وفيما يبدو أن إسرائيل لم تكن تصدق أن المصريين قد بنوه بالفعل، فقد اعتادوا أن يقوم طيرانهم بضرب كل بطارية صواريخ يتم بناؤها، والمعلومات تصلهم من الجاسوس الشهير "فاروق الفقي" خطيب المدعوة "هبة سليم".. لكن الإسرائيليين لم يعرفوا أن المخابرات المصرية ردت على عملية تجنيده بما هو أهم..


وبما يحسم هذه المباراة للمصريين، فقد اكتشفوه ولم يعلنوا، وتركوا الإسرائيليين يقصفون منصات الصواريخ فعلا لكنهم لم يدركوا أن هذه المنصات ليست إلا منصات خشبية وهمية غير حقيقية!

 ولذلك لا يوجد تفسير آخر سوي ذلك لاندفاع الطيران الإسرائيلي ناحية القناة بعد إتمام مصر فعليا بناء حائط الصواريخ فتساقطت كالعصافير.. سقطت الفانتوم أسطورة الطيران الإسرائيلي وقتها ومعها سكاي هوك الأمريكية أيضا..

السؤال: كيف فعل المصريون ذلك خلال ثلاث سنوات من نكسة 67 ؟

لا يفعل ذلك إلا شعب يمتلك من الإرادة ما لا يمتلك شعب آخر.. وقيادة سياسية على قدر هذا الشعب، رفضت الهزيمة والاستسلام لها وللواقع، وبدأت تصحيح المسار كله بعد ساعات من النكسة، وصار للشعب المصري فعلا من يحميه ويحمي أراضيه.. لكن أسطورة بناء حائط الصواريخ تحتاج إلى أعمال درامية تبرز كيف كان المصريون يتسابقون للعمل في بناء الحائط الكبير، وهم يعرفون أن الطيران الإسرائيلي يقصفه يوميا، والمخاطرة كبيرة جدا، ولولا هذه التضحيات ما تمت حماية الأراضي المصرية من الإجرام الإسرائيلي..

ما جري للمنتخب أخذنا من إحياء ذكري أسبوع تساقط الفانتوم كما أسماه الإعلام، والذي جري في مثل هذه الأيام عام 1970 وقبل رحيل الزعيم "جمال عبد الناصر" بأقل من ثلاثة أشهر، لكنه كما لو كان رحل بعد أن اطمئن لاكتمال حائط الصواريخ ونجاح تجربة مضخات المياه لازالة الساتر الترابي وأن ضربات الصاعقة بقيادة "إبراهيم الرفاعي" لا ولم تتوقف..

الأسبوع الماضي احتفلت مصر بعيد الدفاع الجوي، الذي تقرر في ذكري الانتهاء من حائط الصواريخ الأسطوري.. وأسبوع تساقط الفانتوم كان أول ثماره.. وهو التاريخ المجيد الذي يجب أن تعرفه الأجيال الجديدة، التي لم تعرف إلا تاريخا مغايرا أبلغها به ادوات "الإخوان" الإعلامية، وما تبعها من إعلام الهوي والغرض الذي هو مرض!
الجريدة الرسمية