رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حتى لا تظل أشبه بالرمال المتحركة!


لابد أن نعترف بأنه باءت بالفشل محاولات تطوير السكة الحديد في عصور سابقة، رغم ضخامة ما أنفق عليها أملًا في ضخ الحيوية في أوصالها، ولم تكد تقع كارثة مدوية في جنباتها حتى تقوم الدنيا ولا تقعد، وتتعالى الأصوات طلبًا للإصلاح، وتتوالى وعود الحكومات بوضع هذا المرفق على مائدة التطوير..


ثم سرعان ما تهدأ تلك الحالة المتوهجة وتتلاشى الوعود وتندثر، حتى باتت السكة الحديد أشبه بالرمال المتحركة التي تبتلع كل الأموال التي تنفق عليها، دون أن تستعيد شيئًا من شبابها وحيويتها، وكأنها حالة ميئوس منها.. والنتيجة كما نرى حوادث كارثية تداهمنا بين الحين والآخر تزهق عشرات الأرواح بين صريع وجريح..

ناهيك عن خسائر فادحة تتحملها موازنة الدولة في علاج الآثار السلبية لتلك الحوادث، تتراوح ما بين دفع تعويضات للضحايا وعمل إصلاحات للتلفيات وديون تتراكم وترهل وعجز عن الوفاء بالتزاماتها وعن مسايرة العصر ومستجداته، وهو ما يخصم في النهاية من رصيد الاقتصاد القومي للبلاد.

ولا يمكن لأحد أن يتعلل بأن قلة الموارد كانت سببا في عرقلة الإصلاح إذا ما قيست بحجم الفساد والإهمال والرعونة وقلة التدريب وانعدام الإحساس بالمسئولية، الذي يتجلى في الأخطاء البشرية التي تنم عن لا مبالاة عجيبة واستهتار غريب لدى بعض من يتولون إدارة هذا المرفق أو يعملون فيه.. أما عن سوء التخطيط وغياب الرؤية فحدث ولا حرج.

ولو أننا أمعنا النظر في تحليلنا لأسباب الكوارث التي ضربت السكة الحديد في عصور سابقة لوجدنا أصابع الاتهام تشير بوضوح إلى الخطأ البشري والتخلف الذي أصاب المنظومة بأكملها؛ ومن ثم فقد كان موقف الرئيس السيسي حاسمًا إزاء هذا الملف المعقد، مطالبًا بجعل إصلاحه على رأس الأولويات، كما وجّه الحكومة بالتعجيل بإجراءات العلاج والتطوير دون أن تتعلل كغيرها من حكومات سابقة بقلة الموارد، أو شح التمويل حتى يكون لدينا سكة حديد تليق بمكانة مصر والعراقة التاريخية لسككها الحديدية.
Advertisements
الجريدة الرسمية