رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عتاب واجب في ٣٠ يونيو!


تاريخ الشعوب من تاريخ الفرد فيها. في أعياد الفرد، بالذات الميلاد، تمر الذكريات ويسطع كشف حساب بالمكسب وبالخسارة، بالآلام وبالمسرات. كذلك الناس حين يحتفلون بأيام مجيدة في حياتهم، ونحن اليوم، الثلاثون من يونيو، نحتفل شعبا وأفرادا بأمجد أيام الوطنية المصرية.


في ذلك اليوم، قبل ست سنوات، استدعى الشعب جيشه، وانتصر به، على الخونة والظلاميين، من العملاء والإخوان والقاعدة والدواعش.

مرت ست سنوات استعاد فيها الوطن هويته، واستقرت بنيته الأمنية إلى حد عظيم، وتتوالى الإنجازات والمشروعات، وعمارة مصر تعلو يوميا، ليس فقط في العمران المادي بل العمارة السياسية وحضورها الفاعل والمؤثر في الإقليم وفي القارة وفي العالم.

لكن..

شأن المراجعات الفردية، نخضع رغما عنا، أقول رغما عنا، وأقول حبا في وطننا، وجبرا لأى شرخ، لتفقد كشف الحساب.
وتقتضى الأمانة الوطنية والمحبة الطاغية لبلادى ولقيادتها السياسية، أن نقول قولا ثقيلا على من يكره الحق، لطيفا على من يعشق الحق، ويراجع فيتراجع عما نراه، من وجهة نظرنا، ينال من الإنجاز السياسي الأعظم لمصر في تاريخها القريب وهو استعادة هويتها المعتدلة.. رغم وجود مخالب وجيوب سلفية متشددة في الصعيد والأرياف!

تمرض السلطة، أي سلطة، في أي زمان وفي أي مكان، بداء الحساسية العالية إزاء أي وجهة نظر مضادة أو مخالفة أو مختلفة، بسبب من كثرة التمجيد والتهليل!

ربما ترفض السلطة في بداية انطلاقها واستلامها زمام الأمور، والحقيقة أن تلك هي دوما الفصول الأولى من حياة كل من حكموا وتغيروا، أناشيد المدح ومعلقات التقريظ، وهتافات التقديس، وقصائد العرفان، لكن المداحين مخلوقون على معاودة الاسطوانات الممجوجة، يعلمون بالسليقة أن النفس الإنسانية ضعيفة وتميل للمديح، ومن ثم يواصلون، ومع الوقت ومع الاستقرار النسبى تنزع الأذن للطرب، وتسمع، خاصة إذا كانت الحلقة الضيقة مستحسنة وتتمايل رأسها طربا لما يتردد من ألحان التمجيد للحاكم!

وهكذا يصنع المنافقون أول أطواق الحصار حول الوجدان السليم والفطرة الجميلة التي وصل بها الحاكم إلى المقعد يرعى أمر الرعية. ومع الوقت تزداد قوة الحلقة الضيقة مع صعود ثقة الحاكم فيها حين جربها مرارا وتكرارا؛ فلم تكذبه القول ولم تدلس عليه ولم تخف عنه الحقيقة ارضاء له أو خشية من تعكير حالته المزاجية.

لقد مرت سنوات على ثورتنا العظيمة، ثورة الشعب، الذي أيد جيشه وشرطته، ورضى الناس بالإصلاح سبيلا للشفاء النهائي من سرطان الدعم وتقبلنا قسوة الإصلاح ثقة في الرئيس وطموحه في تحرير مستقبل مصر من العوز والدعم.

مع الوقت باتت معادلة الأمن إزاء الحرية تختل، فحجة الأمن لا يمكن التهاون فيها، لكن بؤر التسلط الحميدة، حتى الآن، نشيطة في الرصد والقصف والغلق، رغم أنف الدستور.

البؤر تتحول لمراكز أورام. نسميها مراكز أورام تتخابث مع الوقت. نعرف أن مشرط الرئيس كفيل باستئصال من يتسلط بدعوى التواجد تحت المظلة!

قلت الحق، كما قال السيسي الحق في مواجهة من أرادوا سوءا بالوطن. حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية المواطن حقوق غير قابلة للتصرف أو الاقتصاص منها مع اعتبار مقتضيات الأمن دون طغيان على الحرية وهى حق أصيل.
السلطة تقوى بمن يعارضها ويخالفها حبا في الوطن وإضافة للآراء.. تلك هي المسألة.

Advertisements
الجريدة الرسمية