رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تحتل الطريقة التيجانية شعبية كبرى في البلدان العربية والأفريقية؟

 الطريقة التيجانية
الطريقة التيجانية

تتصاعد شعبية الطريقة التيجانية الصوفية بشكل كبير، أصبحت تستقطب مئات المريدين من الأفارقة سنويا، ومن دول جنوب الصحراء، والسنغال على وجه الخصوص، لدرجة أن الخطوط الملكية المغربية، وقعت عقدًا معهم، لتصبح الناقل الرسمي لهم، إلى مدن المغرب لممارسة طقوسهم واحتفالاتهم.


الصوفية تدعو لمناظرة على الهواء مع السلفيين وشروط قاسية للخاسر

والتيجانية، تعود في الأصل، إلى أبو العباس التيجاني واسمه الكامل أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني، «1737-1815» م وعرفت هذه الطريقة في بلدة بوسمغون بولاية البيض الجزائر، وكما هي الحركات الإسلامية على اختلاف مرجعياتها، أجبر مؤسسها على مغادرة مسقط رأسه، بعد صعود شعبيته، لدرجة أنه صيتها وصل بلدان شمال أفريقيا، مصر، فلسطين، الشام، الحجاز، السودان وتحديدا في «دارفور»، وموريتانيا، السنغال، ونيجيريا.

تحكي المراجع عن «أبو العباس التجاني»، وتؤكد أنه حفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم الشرعية وارتحل متنقلا بين فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة، ومكة، والمدينة المنورة، وبغداد، ثم شد الرحال إلى مدينة فاس بالمغرب سنة 1171 هـ الموافق لـ 1758م، وهناك اكستب شهرته الكبرى، إذ كان يحاضر في مجالس العلم ويحاور كبار علماء المدينة.

اهتم التيجاني بالجانب الروحي، أكثر من أي علم آخر، وكان ذلك سبب شهرته، ورغم ذلك امتلك رصيدا فقهيًا وصوفيًا كبيرًا، وفي عام 1196 هـ أنشأ طريقته في قرية أبي سمغون، وبعد ذلك صارت فاس المركز الأول لهذه الطريقة، ومنها انتشر إشعاعها إلى عموم أفريقيا.

ترك أحمد التجاني إرثا كبيرًا لطريقته الصوفية، وللفكر الصوفي بشكل عام، وخاصة كتاب جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني، الذي قام بجمعه تلميذه على حرازم برادة.

نقلت مشيخة الطريقة التيجانية إلى ولديه محمد الكبير ومحمد الصغير، وبعد قتل محمد الكبير أثناء حروبه في الجزائر، وقتل محمد الصغير أيضا، بعد نشر دعوته في الصحراء الكبرى، وإنتقلت مشيخة الطريقة إلى ابنه الذي توفي عام 1853، وظلت التيجانية تصارع التقلبات السياسية، حتى مطلع القرن التاسع عشر، الذي لعبت فيه لعبت دورا هاما بغرب القارة، ولا تزال حتى الآن.
الجريدة الرسمية