رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مسرحية ترامب المكشوفة!


لا يكاد "ترامب" يشعل فتيل التوتر في المنطقة حتى يعيدنا إلى نقطة الصفر، بالدعوة إلى التفاوض مع نظام الملالي، الذي هو الآخر أعلن رفض التفاوض مع أمريكا في مسرحية هزلية لا تكاد تنطلى على أصغر دارسي العلوم السياسية.. يحدث كل ذلك بسبب خلافاتنا وصراعاتنا البينية الناتجة عن تطلع أطراف بعينها إلى القفز على الدور والمكانة الإستراتيجية للقوى التقليدية في النظام الإقليمي العربي.


ناهيك عما نراه من مشاهد عنف ودمار وخراب ودماء وانقسامات مستمرة ناتجة عن سياسات خرقاء لدول بعينها، وعدم أخذنا بأسباب الحيطة والحذر حتى كادت تلك الخلافات تأكل الأخضر واليابس بلا هوادة؛ ذلك أن البعض يصر على توظيف الكيانات الإرهابية التي توحشت بفضل مباركة خارجية وتمويل ودعم مخابراتي لا يتوقف من قطر وتركيا وأجهزة مخابرات غربية لاستنزاف مواردنا؛ تنفيذًا لمخطط خبيث جرى الإعداد له منذ فترة، ويجري اليوم تنفيذه بحذافيره على الأرض بكل أسف.

ورغم كل هذا الوبال فلم يسأل أحدنا نفسه: لماذا دولنا العربية والإسلامية هي دون غيرها المستهدفة بمثل هذا العبث؟!.. ولمَ لا يجري الإعلان صراحة عن الدول الراعية للإرهاب وأجهزة المخابرات الممولة لداعش أو جبهة النصرة أو فلول القاعدة؟!.. ما أهدافهم من هذا الدعم؟!.. ومتى ينقلب السحر على الساحر وتدور الدائرة على الباغي؟!

ولماذا الإصرار على حجب هذه الأمور المهمة والخطيرة عن الرأي العام العالمي، الذي آن له أن يعرف ويدين ويعاقب من أجرموا في حق الإنسانية، ثم يلصقون جرائمهم بالعرب والمسلمين ويشوهون صورة الدين الحنيف البريء تمامًا من الدواعش وأقرانهم هنا وهناك، الذين يقدمون أوطانهم لقمة سائغة للآخر المتربص بها، حتى يكيل لها الاتهامات تلو الأخرى، ويشوّه صورتها وتاريخها وحضارتها التي أخرجت أوروبا يومًا من عتمة العصور الوسطى إلى نور الحضارة الحديثة التي يتباهى بها الغرب علينا!!
Advertisements
الجريدة الرسمية